في ظل انتشار مزاعم أن السفيرة المغربية بإسبانيا، كريمة بنيعيش، اختارت الحجر الصحي الطوعي بمدريد، بعيدا عن الهموم اليومية لآلاف المهاجرين المغاربة الذين يعانون في إسبانيا التي تحولت إلى بؤرة لجائحة كورونا بعد إيطاليا، خرجت السفيرة عن صمتها عبر تصريح كتابي توصلت به “أخبار اليوم” تنفي فيه كل الشائعات التي تروج في الأيام الأخيرة حول السفارة والمهاجرين المغاربة، مشيرة إلى أن المصادر الرسمية تبقى هي الأساس في هذه الظرفية العصيبة للتحقق من الأخبار المروجة. في السياق عينه، كشفت المفوضية الإسلامية بإسبانيا عن مصير جثث المغاربة الذين من المحتمل أن يكونوا لقوا حتفهم في الجارة الشمالية منذ بداية شهر مارس المنصرم بسبب فيروس كورونا. من جهتها، أكدت كريمة بنيعيش أن خلية أزمة أنشئت عقب تفشي وباء كورونا بإسبانيا والمكونة من السفارة والقنصليات المغربية الموجودة في مختلف الجهات الإسبانية، تواصل عملها بشكل مسترسل لمواكبة الجالية والطلبة المغاربة عبر تقديم المساعدات الضرورية لهم لمواجهة هذه المحنة التي تجتازها الإنسانية جمعاء بروح من التضامن والتآزر. وأضافت أن طاقم السفارة والقنصليات مازال يواصل عمله كل يوم ليستجيب لحاجيات المغاربة، مشيدة بالوعي الذي أبانت عنه الجالية المغربية في التعاطي مع الأزمة، من حيث احترام التعليمات والإرشادات الصادرة عن السلطات الإسبانية، وكذا في الاتصال الدائم بالسفارة للتأكد من صحة الأخبار المتداولة في أوساط الجالية عن الوباء أو طلبا للمساعدة الاجتماعية في بعض الحالات. وشددت السفيرة على الدور الذي تقوم به الجمعيات المغربية في إسبانيا ونخبة من خيرة من الأطر المغربية المقيمة بأسبانيا في نشر التوعية وقيم التضامن عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، وهي القيم التي تميز المغاربة في الداخل والخارج. كما أشارت إلى أن المصدر الرسمي للوضع المرتبط بالجالية المغربية بإسبانيا يبقى المصدر الوحيد الموثوق به فيما يخص المعطيات المتعلقة بالوباء، في ظل استمرار انتشار أرقام ومعطيات مغلوطة لا تعتمد أي مصدر موثوق وغرضها التضخيم والتضليل، وهو ما سبق أن حذرت منه السفارة في بلاغ سابق لها تناقلته وسائل الإعلام في حينه. وفي الوقت الذي يقول البعض بأن الدولة الإسبانية تقوم بإحراق جثث الهالكين المسلمين، أوضحت المفوضية الإسلامية بإسبانيا أن الحكومة الإسبانية فرضت قوانين وقواعد جديدة، طبقا لحالة الطوارئ على عملية الدفن، بحيث أنه لا يجب الانتظار مدة 24 ساعة كما كان معتادا بعد التحقق من الوفاة لإجراء الدفن، ولا يحضر مراسيم التشييع والدفن إلا ثلاثة أشخاص من الأسرة والعائلة، فضلا عن الإمام، إلى جانب أنه لا يسمح بغسل الميت تفاديا لنقل عدوى كورونا. و”ماعدا ذلك، فالدفن أو الحرق أو غير ذلك، يتعلق بوصية الميت أو برغبة ورثته. وعليه، فإن الحرق بالنسبة إلى المسلمين لا يحصل رغما عن رغبتهم”، على حد قول المفوضية، التي أكدت، أيضا، أن عدد المسلمين الهالكين بسبب الفيروس في تزايد بينما تقل مقابر المسلمين، وتنعدم في بعض الجهات الإسبانية. ويشكل المغاربة نصف مسلمي إسبانيا، بحيث أن عدد المغاربة يقارب مليون شخص، بين مهاجرين نظاميين وغير نظاميين ومجنسين، فيما يبلغ عدد المسلمين مليوني نسمة.