الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لم تعد مجرد شعار واسم لتنظيم جهادي متطرف، بل صارت واقعا على الأرض حيث نجح مقاتلو البغدادي في بسط نفوذهم على جزء من سيادة العراق بعد أن احتلوا جزءا من المدن والقرى السورية، لكن ما حير المتابعين هو قدرة داعش على استقطاب المقاتلين العرب من غير السوريين والعراقيين، بمن فيهم مئات المغاربة، فبالإضافة إلى العقيدة الجهادية المتطرفة التي تجمعها مع جبهة النصرة والقاعدة، تتمتع داعش بقدرة جذب كبيرة للمقاتلين بسبب المال الذي تدفعه للمجاهدين، وهذا المال قادم من عدة مصادر أولها مداخيل فدية المخطوفين من السوريين والعراقيين، ثم عائدات تهريب النفط في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، ثم ثالثا الإتاوات التي تفرضها داعش بالقوة على السكان في المناطق المحررة، ثم رابعا الهبات التي تجمعها من أثرياء الخليج، الذين يتصورون أن داعش هي خط الدفاع الأخير عن السنة أمام المد الشيعي الإيراني في المنطقة.