عاش المغاربة صدمة حقيقية في الساعات الأولى من اليوم الأحد، بخروج عدد من المواطنين للشارع بشكل جماعي، في مسيرات، منافية تماما للتوجيهات الصحية لوقف عدوى فيروس كورونا، وفي خرق لحالة الطوارئ التي دخل فيها المغرب، منذ ثلاثة أيام. وظهر العشرات من المواطنين، في مدن تطوانوطنجة، وفاس، وهم يتجولون مجتمعين في أزقة المدينة، في جوف الليل، رافعين عبارات التكبير والتهليل، ومنهم من سجد وسط الشارع. وبدأت القصة عندما أطلق سكان طنجة والمضيق مبادرة، في الساعات الأخيرة من السبت، تضرعوا فيها إلى الله، من نوافذ وشرفات منازلهم، لرفع "الجائحة" عن البلاد، قبل أن تتحول هذه المبادرة إلى الشارع. وتداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، منشورا ل”الراقي أشرف الحياني” على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، يعلن فيه عن نزول الناس للشارع “استجابة لدعوته”، قبل أن يتفاعل العشرات مع هذا المنشور ويلتحقوا بالشارع. طنجةوتطوان وفاس، ثم سلا فيما بعد، نزل العشرات بشكل متزامن، وفي تحول غير مفهوم، لنفس السبب وبنفس الشعارات. وأثارت هذه المسيرات موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لخطورة ما أقدم عليه النازلون في الشوارع، في وقت تتزايد فيه الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، وسط تحذيرات من تكرار “السيناريو الإيطالي”. وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت الخميس الماضي، في بلاغ لها حالة طوارئ صحية، حفاظا على صحة وسلامة المواطنات والمواطنين. وأوضح البلاغ ذاته، أن حالة الطوارئ الصحية "لا تعني وقف عجلة الاقتصاد، ولكن اتخاذ تدابير استثنائية تستوجب الحد من حركة المواطنين، من خلال اشتراط مغادرة مقرات السكن باستصدار وثيقة رسمية لدى رجال وأعوان السلطة، وفق حالات معينة". وأضاف البلاغ، أنه يتعين على كل مواطنة ومواطن، التقيد وجوبا بهذه الإجراءات الإجبارية، تحت طائلة توقيع العقوبات المنصوص عليها في مجموعة القانون الجنائي، مضيفا أن السلطات المحلية والقوات العمومية، من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة، ستسهر على تفعيل إجراءات المراقبة، بكل حزم ومسؤولية، في حق أي شخص يتواجد بالشارع العام.