تطفئ جريدة "أخبار اليوم"، بحلول شهر مارس، شمعة الذكرى الحادية عشر لتأسيسها، وسط مزيد من التضييق والحصار؛ ورفقة طاقمها الشاب والطموح، تخوض الجريدة وتواجه في كل يوم الصعاب التي تستهدف وجودها وبقاءها، وتمضي منارة تُزين الحقل الصحافي والإعلامي الوطني بشهادة كثير من المثقفين والسياسيين. في ذكرى التأسيس، ينشر "اليوم 24" تباعا شهادات مثقفين وسياسيين وفنانين، وقد اختلفت مرجعيات أصحابها ورهاناتهم. عبد الله ساعف: يمكنني القول بمناسبة الذكرى ال “11” ل”أخبار اليوم”، إنها مقاولة صحافية كشفت عن قدرات خاصة، في مجال التنظيم والإدارة، وفي مجال الفعل الصحافي المهني، وهي بهذا تشكل في تقديري قطيعة مع نوع من الصحافة الذي ساد في سنوات السبعينيات واستمر إلى نهاية التسعينيات. “أخبار اليوم”، في هذا السياق، تشكل نمطا جديدا في الفعل الصحافي ببلادنا. كما يمكنني القول، كذلك، إن توسيع النقاش العمومي، اجتماعيا وفكريا وسياسيا، أسهم فيه هذا النوع من الصحافة بشكل محوري. من الناحية الموضوعية، كان ل”أخبار اليوم” صدى على الرأي العام، وهو أمر يمكن ملاحظته من خلال نوعية قراء هذه الجريدة، التي شكلت أرضية مهمة لفئات من المجتمع، منهم المثقفون والأكاديميون والباحثون..، فهي شكلت ولاتزال أرضية استقبال لهذا التنوع. بحيث تجد فيها السياسة وشؤون المجتمع، كما أن الثقافة لم تعد محصورة في زاوية أسبوعية على النمط القديم، بل تجدها على امتداد صفحات الجريدة. وإذا كان المحيط الدولي اتجه أكثر نحو الدفاع عن الحق في الإعلام وحرية الصحافة، فإن الجريدة أخذت مضمونا آخر، لا يمكن القول إنها أصبحت فاعلا سياسيا أو اجتماعيا، ولكنها أصبحت جزءا من الحياة العامة تُكمل أفعال الفاعلين.