تطفئ جريدة “أخبار اليوم”، بحلول شهر مارس، شمعة الذكرى الحادية عشر لتأسيسها، وسط مزيد من التضييق والحصار؛ ورفقة طاقمها الشاب والطموح، تخوض الجريدة وتواجه في كل يوم الصعاب التي تستهدف وجودها وبقاءها، وتمضي منارة تُزين الحقل الصحافي والإعلامي الوطني بشهادة كثير من المثقفين والسياسيين. في ذكرى التأسيس، ينشر “اليوم 24” تباعا شهادات مثقفين وسياسيين وفنانين، وقد اختلفت مرجعيات أصحابها ورهاناتهم. فاطمة الإفريقي (إعلامية): “أخبار اليوم”.. هي الشُّعاع الأخير المُتبقِّي في النفق المظلم الذي لا تبدو لظلمته نهاية قريبة .. هي قبس الضوء الوحيد الذي لايزال يقاوم رجال إطفاء أنوار الحرية في المشهد الصحافي .. هي صوتنا المتعدد وسط صخب الصوت الوحيد، وهي النغمة الفريدة والعذبة، الخارجة عن “ميلوديا” ملحمة الإجماع الركيكة.. هي ما بقي من أثر لحلم إعلامي كان إلى وقت قريب ممكنا، فصار مؤلما، أو بالأحرى جعلوا منه كابوسَ ألم .. هي الفسيفساء الصحافية التي تعكس ذلك المغرب الجميل بتعدُّده الفكري والسياسي وتنوعه الثقافي.. هي البنيان المتماسك العصيِّ على الهدم.. والذي تطلب الحكم على مهندسه ب15 سنة مديدة، لعلّه ينهار ببطء، وتتلاشى رمزيته في الذاكرة والوجدان .. هي التي تتواطؤ ضدها أكثر من مؤسسة عمومية، وخاصة بتنسيق غير معلن؛ وتغلق عنها الدعم والإشهار إلى أن ينسحب منها الجميع.. إلى أن تنسحب اضطراريا من المشهد.. هي التي يخنقها الحصار.. وتحاصر الحصار بتضحية ومهنية صحافيين متميزين ومبدعين في التحليل والتحقيق وتحرِّي الخبر الصحيح.. هي نقطة الماء التي تحفظ ماء وجهنا الصحافي القاحل.. هي ضميرنا الحي.. وهي ضميرنا الميت، ونحن نهرب إلى الصمت ونتركها وحيدة في معركتها من أجل الوجود.. لا أدري هل أهنئكم في عيدكم الحادي عشر؟ أم أواسيكم؟.. هل نحتفل معكم؟.. أم نعتذر منكم؟ لأننا لم نكن في مستوى اللحظة الصعبة ككيان صحافي، لأننا كُنّا جبناء، ولأننا خذلناكم، ولأننا وقَّعنا بسكوتنا وخوفنا شهادة الزور..