بعد جدل واسع رافقته احتجاجات قادتها فعاليات سياسية وحقوقية، بطنجة، ضد إنشاء مرأب تحت أرضي للسيارات بحدائق المندوبية، صادق مجلس جماعة طنجة، أمس الجمعة، على قرار يقضي بنقل المشروع رسميا إلى فضاء المحطة الطرقية القديمة الموجودة بساحة الجامعة العربية. وصوت أعضاء المجلس بالأغلبية على القرار، خلال المصادقة على جدول أعمال الدورة العادية لشهر فبراير، ما سيسمح لشركة “صوماجيك باركينغ” المفوض لها خدمة تدبير مرفق ركن السيارات في المدينة، إنشاء هذا المرأب على أنقاض المحطة الطرقية السابقة. وكشف محمد غيلان الغزواني، رئيس لجنة المرافق العمومية والخدمات بالجماعة، خلال قراءته للمقرر الجماعي المتعلق بإنشاء المرأب، أنه تم الاستغناء على موقع “حدائق المندوبية” بعد اعتراض وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة على تحويل مساحاته الخضراء إلى مشروع مرأب للسيارات. وأضاف غيلان، أن الشركة المفوض لها إنشاء مرأب مكون من طابقين تحت أرضيين بمكان المحطة الطرقية السابق، سيحافظ على جمالية الموقع، وسيبقى كمساحة خضراء، ومتنفس لساكنة المنطقة. وكان شباب بطنجة، قد أطلقوا في شهر فبراير من السنة الماضية، مبادرة “شباب ضد إعدام حدائق المندوبية”، إذ سرعان ما التحقت بها عدد من الفعاليات السياسية والحقوقية في المدينة، الذين خاضو مختلف الأشكال الاحتجاجية لوقف الأشغال داخل الحدائق. وتزامنت هذه الاحتجاجات، مع تنصيب محمد امهدية واليا على جهة الشمال، إذ أصدر تعليماته بخصوص إحداث لجنة لتتبع ملف حدائق المندوبية التاريخية، إثر الجدل الذي أحدثه الإجهاز عليها، وبناء مرأب تحت أرضي هناك، ليتم بعد أشهر، وقف الأشغال وانسحاب الجرافات التي كانت متواجدة في المكان. وسبق لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، أن وجه عدة مراسلات إلى ولاية جهة طنجة، والجماعة الحضرية، ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية، على اعتبار أن الوعاء العقاري لحدائق المندوبية تابع للأملاك الحبسية، بحسب وثيقة رسمية تعود إلى عام 1791، مطالبين الجهات المعنية بالحفاظ على هذا الفضاء التاريخي. وتجسد “حدائق المندوبية” لحقبة من ماضي طنجة، نظرا إلى وجود العديد من المقابر، التي ترجع إلى القرن 2 ميلادي، بالإضافة إلى الأشجار النادرة، التي تتوسط محيط الحديقة، إذ سبق لباحثين أن رجحو وجود مدينة أثرية بالمكان.