بالرغم من الإجراءات التشديدية، التي تواصل السلطات الصينية وسلطات دول العالم اتخاذها عبر منافذها الحدودية لتفادي استفحال فيروس “كورونا” الجديد، إلا أن هذا الوباء استطاع، أخيرا، عبور القارة الإفريقية عبر مصر، التي سجلت أول حالة إصابة نهاية الأسبوع الماضي. وزارة الصحة والسكان المصرية، ومنظمة الصحة العالمية أعلنتا في بيان مشترك، أول أمس السبت، تأكيد أول إصابة بفيروس “كورونا” الجديد، لافتين إلى أن المصاب “أجنبي” وليس مواطنا مصريا، لتكون بذلك أول حالة يجري تسجيلها على مستوى البلاد، وأيضا على مستوى القارة الإفريقية. وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، خالد مجاهد، إنه “جرى اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث جرى نقل الحالة إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحيا”، مشيرا إلى أن حالة المصاب “مستقرة تماما”، وأن الوزارة “اتخذت إجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة التي جاءت سلبية للفيروس، كما جرى عزلهم ذاتيا في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يوما”. وأمام مستجد انتشار الوباء القاتل، الذي أطلق عليه اسم COVID-19، في 25 دولة على الأقل، بينهم مصر وتسببه حتى الآن، في مصرع 1600 شخص، على الأقل في بر الصين، وحالة واحدة في فرنسا، مع استفحاله في قارات العالم، نصحت منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم بالاستعداد لوصول حالات إصابة بفيروس “كورونا” إليها. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أول أمس، في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، إن “تفشي فيروس “كورونا” مازال يمثل حالة طوارئ بالنسبة إلى الصين، ولا يمكن تحديد أين سينتشر الوباء”، مشيرا إلى أن “الإجراءات التي اتخذتها الصين لإبطاء انتشار الفيروس شجعته، لكنه مازال يشعر بقلق من تزايد عدد الحالات”. وعلى المستوى الوطني، يواصل المغرب إخضاع جميع مداخل المملكة البرية والجوية والبحرية، لحالة استنفار قصوى، وتشديدات مهمة في التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية، بهدف التشخيص المبكر لأي حالة واردة مصابة بفيروس “كورونا”، أو يشتبه بها، رافضا بكل الطرق استقبال هذا “الضيف الصيني غير المرغوب به”. وذكر مصدر في وزارة الصحة ل”أخبار اليوم”، أن “السلطات، وإلى حدود اليوم، لم تسجل أي حالة إصابة أو الاشتباه في الإصابة ب”كورونا”، سواء في مطارات المملكة أو الحدود البرية والبحرية، التي جرى تزويدها جميعها بأحدث معدات الكشف التقني، أو أيضا على مستوى المغاربة القادمين من الصين أو “ووهان”، بؤرة المرض، مشيرا إلى أن “المراقبة الطبية لا يخضع لها فقط، القادمون من الدول الآسيوية، حيث ينتشي الوباء، بل جميع المسافرين الوافدين من الدول الأوروبية، وأيضا الأمريكية أو الشرقية بما فيها مصر”. وبخصوص الإنذار، الذي عممته منظمة الصحة العالمية على دول العالم من أجل الاستعداد لوصول حالات مصابة، قال مصدرنا: “بطبيعة الحال بلدنا، كما باقي الدول، مهدد بخطر الإصابة بهذا الفيروس الذي لازال الخبراء يحاولون إيجاد مصل مضاد له أو علاج كفيل بوقفه، لكن يسعني التأكيد على أن المغرب على أتم استعداد لرصد أي حالة مصابة أو يشتبه فيها، وقد جرى تسخير جميع التجهيزات والإمكانيات الطبية وأحدثها لرصد الوباء بشكل مبكر من طرف منظومة المراقبة الوبائية”، مضيفا: “لكن نحن نعول، كذلك، وبشكل كبير على وعي المواطن، الذي وجب أن يحافظ على نظافته الشخصية، وفي حالة الإحساس بأعراض غريبة أو قريبة من تلك المرتبطة ب”كورونا”، الالتحاق بأقرب مركز طبي من أجل التشخيص”. وكان محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، قد أوضح ل”أخبار اليوم” أن المعدات التي وضعتها منظومة المراقبة الوبائية على مستوى مداخل المملكة الجوية البحرية والبرية، غير كافية لرصد الفيروس، ومهمتها محدودة في قياس حرارة الجسم، التي يعرف ارتفاعها كواحدة من الأعراض الرئيسة للوباء” . ونبّه المسؤول في وزارة الصحة إلى أن الشخص المصاب قد يمر فعلا عبر منافذ البلد، دون أن يرصده الجهاز من خلال درجة الحرارة المرتفعة، خاصة وأن أعراض المرض لا تظهر بشكل واضح إلا بعد 14 يوما، غير أن المملكة تعمل، أيضا، من جهة أخرى، على التحسيس والتوعية كنوع من التأهب، “إذ نعطي المسافرين كُتيبا صغيرا نعرفهم بالمرض ونوضح لهم الأعراض، بما فيها الحرارة، السعال وضيق التنفس، ونعطيهم الرقم الهاتفي الخاص الذي وجب الاتصال به والإجراءات الوقائية التي وجب التقيد بها، في انتظار التشخيص في المختبر”، على حد تعبير المتحدث نفسه.