دأب المغاربة على الخروج إلى شوارع الرباط أو الدارالبيضاء في مسيرات شعبية كلما ظهر تهديد يستهدف المسجد الأقصى في فلسطين، أو شنّت إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزةجنوب البلاد. ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام التي تعرف ب”صفقة القرن”، الثلاثاء الماضي، عكّس تفاعل نشطاء مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتظارهم نداء أو بياناً يحشدهم إلى العاصمة، من أجل التنديد بصفقة ترامب وإعلان التشبث بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين. وفي هذا السياق، كشف الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي، عزم هيئات مدنية مناصرة للقضية الفلسطينية تنظيم مظاهرة شعبية كبيرة، من المتوقع أن تكون على شكل مسيرة، الأسبوع القادم رفضاً للصفقة الأمريكية الصهيونية. وذكر هناوي في حديث مع “اليوم 24″، أنه غداً السبت، سيجتمع عدد من المنظمات في مقر الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني من أجل الاتفاق حول توقيت ومكان المظاهرة الشعبية التي ستنظم خلال الأسبوع القادم. ومن بين الهيئات المشاركة في اجتماع الغد، حسب المتحدث ذاته، مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والائتلاف المغربي للتضامن، والائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة. وقال الناشط المدني ضد التطبيع في المغرب إن التظاهرة ستكون “رداً على الصفقة الأمريكية، وتأكيداً على أن الخيار الوحيد في مواجهة الاحتلال هو خيار المقاومة ولا بديل عنه”. ودعا الأطيافَ السياسية والحقوقية إلى استمرار “مقاومة المشروع الأمريكي الصهيوني ومقاومة التطبيع ودعوة الأنظمة إلى رشدها بدل الرهان على الركوع لأمريكا لتشراء شرعية وقبول غربي يستمر في إهانتها”. وتظاهر عشرات المواطنين أمس الخميس، أمام القنصلية الأمريكية في الدارالبيضاء، وسط إجراءات أمنية مشددة، رفضاً لصفة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي قبل يومين. ورفع المتظاهرون شعارات من قبيل “إدانة شعبية لأمريكا الإرهابية”، “يكفينا من الحروب أمريكا عدوة الشعوب”، و”لا صفقة لا تطبيع فلسطين ماشي للبيع”. ونددوا بما أسموه “مؤامرة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وبالموقف الأمريكي المنحاز للكيان الصهيوني، وموافقة بعض الأنظمة العربية على الصفقة”، مطالبين المغرب في نفس الوقت بموقف واضح يعترف بالقدس عاصمة لفلسطين.