كما كان متوقعا، هاجم حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، تصريحات القيادي في الحزب، عبد اللطيف وهبي، حول أن “إمارة المؤمنين هي أيضا نوع من الإسلام السياسي”. بنشماش نشر بيانا على موقع حزبه، ندد فيه بتلك التصريحات التي ذكرها وهبي في ندوة تقديمه لترشيحه بمقر الحزب بالرباط، يوم الخميس الفائت، وقال إنها “تصريحات غير لائقة وغير مسؤولة”. وزاد أوصافا أخرى مثل “مغالطات صارخة”، و”انزلاقات فادحة”، و”شين أخلاقي فاضح”، قبل أن يعلن بأن تلك التصريحات لا تلزم الحزب في شيء. متهما وهبي بأنه يخدم مرامي من سماهم “قوى الإسلام السياسي”. وهبي من جانبه، رفض التعقيب على بيان أمينه العام، واكتفى بالقول إن موقفه “ألا يرد على التبسيط السخيف للأشياء صدر عمن صدر”. ولا تتوقع الدائرة المحيطة بوهبي في أن تؤثر هذه الانتقادات على حملة وهبي للترشح لمنصب الأمين العام للحزب في المؤتمر المقرر عقده في 7 فبراير المقبل، وقال مصدر مقرب منه إن بنشماش “عديم التأثير في مجريات الحزب، وهو شخص من الماضي”. وكان قياديون في الحزب من الموالين لبنشماش، بينهم مرشحون منافسون لوهبي، ضغطوا على الأمين العام للحزب لإصدار موقف ضده. ويرى مقربون من وهبي أن الاعتقاد بأن الاستقواء ببنشماش قد يغير موازين القوى بين المرشحين “لهو شيء مضحك بقدر ما ينطوي على خسة”. بنشماش قال إنه تلقى ب”استغراب وامتعاض شديدين التصريحات الطائشة وغير المسؤولة” التي صدرت عن وهبي. معتبرا مضمونها”صورة من صور المجادلة في إحدى المرتكزات الأساسية للنظام الملكي، لا يتصور صدوره عمن له إلمام بالحد الأدنى من مقومات النظام الدستوري للمملكة، فأحرى أن يصدر عن رجل قانون زاول مهام تمثيلية ومسؤوليات برلمانية، وتقلد مهام قيادية باسم حزب الأصالة والمعاصرة، وفي أجهزته ومؤسساته”. وأضاف أن “إنزال مؤسسة إمارة المؤمنين، ما سفل من منزلة تجار المشترك الديني، الذين يشترون بالرأسمال الرمزي للدين الإسلامي عرضا من مواقع حزبية، وانتدابات انتخابية، ووظائف تنفيذية، علامة دامغة على جهل مطبق بمقومات النظام الدستوري”، و”تبخيسا، في منتهى السماجة، لمؤسسة إمارة المؤمنين ولصلاحياتها الدستورية”.