دشنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج فصلا جديدا من فصول التوتر مع عائلات معتقلي حراك الريف، بعدما ردت بلهجة غاضبة، على تقرير أصدرته جمعية “ثافرا”، يرسم صورة قاتمة عن ظروف اعتقال نشطاء الحراك المذكور، متهمة الجمعية بتسخير نفسها لجهات أجنبية. وقالت المندوبية، في بلاغ لها، أصدرته، اليوم الاثنين، إن ادعاءات التعذيب في حق معتقلي حراك الريف كاذبة، مضيفة أن “هؤلاء السجناء يتمتعون بكافة حقوقهم، التي يخولها لهم القانون المنظم للسجون، ولم يتعرض أي منهم للتعذيب أو سوء المعاملة”. وبخصوص حديث الجمعية عن “إهمال طبي” للمعتقلين، قالت المندوبية إنهم يستفيدون من الرعاية الصحية اللازمة سواء بمصحات المؤسسات السجنية أو المستشفيات العمومية إذا تطلب الأمر ذلك، شأنهم في ذلك شأن باقي السجناء. ووجهت المندوبية اتهامات لجمعية عائلات معتقلي حراك الريف، بتضليل الرأي العام، وتسخير نفسها لجهات أجنبية مناوئة للمصلحة العليا للمملكة مقابل تمكينهم من قضاء مآرب شخصية، ومادية. وقالت جمعية "ثافرا للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي حراك الريف" إن إدارة سجن "رأس الما"، في مدينة فاس، "فرضت حصارا على كل من ناصر الزفزافي، ونبيل أحمجيق". وأوضحت "ثافرا"، في تقريرها، الصادر، مساء أمس الأحد، أنه "يمنع على أي معتقل من معتقلي الحق العام، الموجودين مع الزفزافي، وأحمجيق بنفس الحي، من إلقاء التحية عليهما، وتبادل الحديث معهما"، لا فتة الانتباه إلى أن "مكالماتهما الهاتفية لعائلتيهما، تخضع للمراقبة من الحراس، الذين يقفون جنبهما خلالها، ويقومون بتدوين مضمونها". وأشارت الجمعية ذاتها إلى "منع إدخال أعداد من الجرائد الوطنية لناصر الزفزافي، واحتجاز شكايات، ومراسلات المعتقلين السياسيين، وتماطل في إرسالها للجهات المعنية"، بحسب تعبيرها. أما في السجن المدني في مدينة جرسيف، حيث يوجد المعتقلون: وسيم البوستاتي، وزكريا أضهشور، وسمير إغيذ، ومحمد حاكي، فقالت "ثافرا للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي حراك الريف"، إن وضعية هؤلاء المعتقلين جد مأساوية". وأفادت، في التقرير ذاته، أن "المعتقل السياسي محمد حاكي تم حرمانه من حق التطبيب..، علما أن المعتقل المذكور راسل إدارة السجن، قصد نقله إلى المستشفى للعلاج من مرض في أذنه، يسبب له آلاما حادة على مستوى الرأس، والقلب، واليد اليسرى". وعلاوة على ذلك، أكدت "ثافرا" أن إدارة السجن في مدينة جرسيف، "تواصل حرمان المعتقلين الأربعة من الكتب، والمجلات، والجرائد، التي تقدمها لهم عائلاتهم أثناء الزيارة، لا سيما، التي لها علاقة بالريف، والحراك". وبالنسبة إلى المعتقلين الموجودين في سجن الناظور 2 بسلوان، وعددهم أحد عشر معتقلا سياسيا، موزعين على أجنحة مختلفة، شددت "ثافرا" على أن المعتقلين 11 يعانون سوء التغذية، والإهمال الطبي، وضيق مدة الزيارة، والمكالمة الهاتفية مع عائلاتهم".