وسط تحول مسار الهجرة غير الشرعية للشباب المغاربة من مدن الشمال إلى مدن الجنوب المغربي نحو جزر الكناري، في طريق محفوفة بالمخاطر، كشفت شابة من الأقاليم الجنوبية قصتها المؤثرة في الهجرة عبر “قوارب الموت” إلى جزر الكناري، بحثا عن علاج لمرض السرطان الذي ينخرج جسمها. وبعد انقطاعها عن التدوين منذ مدة، نشرت فاطمة أبو درار، الشابة المنحدرة من الأقاليم الجنوبية، صورة لها رفقة عدد من أبناء منطقتها، على متن قارب للهجرة غير الشرعية، ركبوا أمواج البحر أملا في الوصول إلى “الفردوس الأوروبي”، مطلقة اسم “الولادة الثانية” على حياتها الجديدة في جزر الكناري. وفي تدوينة مؤثرة نشرتها أمس الإثنين، تقول فاطمة إنها لم تجد سبيلا غير ركوب قوارب الموت والمغامرة بحياتها لأيام طوال، في رحلة تصفها بأنها كانت “أشرس معركة” من أجل البقاء على قيد الحياة، مضيفة “كافحت مع كل دقة قلبي خوفا من الحوت الملتهم في إيجاد الفارق ما بين أن تكون أنت من يصنع ظروفه ويتلاءم معها وبين من تصنعه الظروف وتسير به كيفما تشاء”. الشابة المصابة بمرض السرطان منذ أشهر، والتي كانت تبحث عن فرصة للعلاج في الوطن، قالت في تدوينتها المؤثرة “قاومت من أجل أن أموت في عمق البحر أو أولد من جديد على أرض جذورها متشعبة بالإنسانية والرحمة”. فاطمة أبودرار، وثقت رحلة هجرتها بحرا رفقة عدد من أبناء منطقتها على متن قارب صيد صغير، في شريط فيديو، يظهر الشابة الصحراوية وهي ترتدي ملابس ثقيلة اتقاءا لبرد المحيط “أعتى المحيطات وأخطر العوالم الزرقاء في البسيطة” كما وصفته هي نفسها. يشار إلى أن عددا من المنظمات الحقوقية، كشفت أن تشديد المغرب لإجراءاته الأمنية لمنع الهجرة غير الشرعية من مدن الشمال، جعل من جزر الكناري وجهة جديدة للشباب المغاربة الحامين بالهجرة غير الشرعية، حيث يخوض العشرات منهم في قواب بسيطة رحلة خطرة تمتد لأيام في عرض المحيط الأطلسي، أزهقت عددا من الأرواح لشباب مغاربة غادروا البلاد حاملين الحلم، وعادوا إليها في توابيت خشبية.