بعد إعلان سلطات جزر الكناري، أمس الأربعاء، عن فاجعة جديدة من فواجع الهجرة غير الشرعية، تتمثل في تحطم قارب على مقربة من جزيرة لانزاروتي الإسبانية، مخلفا مقتل ستة أشخاص غرقا، كشفت وسائل إعلام أن ضحايا الفاجعة شباب مغاربة. وقالت وسائل إعلام إسبانية إن 15 شابا انطلقوا من سواحل مدينة أكادير، يوم الجمعة الماضي، لخوض رحلة الإبحار ل300 كيلومتر على متن قارب، من أجل الوصول إلى جزر الكناري. وأوضحت المصادر ذاتها أن مغامرة الشباب المذكورين وصلت إلى نهايتها، بعد تحطم قاربهم، بسبب صخور، بعد خمسة أيام من الإبحار، إذ لم يتمكن بعدها سوى أربعة منهم من الوصول إلى اليابسة، من بينهم قاصر، فيما عثر على خمس جثث، بينما لا يزال الآخرون في عداد المفقودين. وبعد وصول الناجين الأربعة إلى اليابسة، أطلقت السلطات حملة واسعة للبحث عن جثث غرقى، وإنقاذ المفقودين، إلا أن سوء الأحوال الجوية حال دون التوصل إلى جميع ركاب قارب الموت. ومن بين ما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية أن 15 شابا، الذين خاضوا هذه المغامرة الخطرة في مياه المحيط الأطلسي، لا يتقنون السباحة، ما جعل عددا منهم تتقاذفه الأمواج، بعد تدمر القارب. وكانت الإدارة المحلية للجزيرة، التي تشكل جزءا من أرخبيل الكناري قبالة سواحل المغرب، قالت في بيان لها، أمس، إن “رجال الإطفاء عثروا على جثث خمسة أشخاص، على الرغم من الصعوبات الناجمة عن أمواج عاتية أدت إلى انقلاب المركب”. وأضافت الإدارة ذاتها أن “ستة أشخاص باتوا في عداد المفقودين”، مشيرة إلى أن المحيط “يتسم بالخطورة” في هذه الفترة “مع أمواج يبلغ ارتفاعها ما بين ثلاثة، وأربعة أمتار”. يذكر أن الهجرة غير الشرعية من السواحل الشمالية، بعد تشديد المغرب مراقبته عليها، أكدت تقارير حقوقية أنها انتعشت من الجنوب نحو جزر الكناري، كما أن فاجعة لانزاروتي الأخيرة ليست الأولى، إذ غرق عشرات المغاربة في طريقهم إليها، خلال السنوات الأخيرة، وكانت أكبر الفواجع، في شهر فبراير من العام الماضي، إذ قتل سبعة شباب مغاربة في طريقهم إلى هذه الجزيرة، مات اثنين منهم غرقا، وخمسة بردا، بعدما حاصرت المياه زورقهم.