عاد القيادي بحزب العدالة والتنمية وعمدة مدينة فاس، إدريس الأزمي إلى جدل تحالف حزبه مع حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة، حيث اختار الأزمي، رئيس المجلس الوطني للحزب، مساء أول أمس الأربعاء، خلال حضوره لندوة صحافية بفاس ضمن فعاليات الأبواب المفتوحة لحزبه في دورتها السادسة، أن يعلن من فاس على بعد أسبوعين عن التئام دورة المجلس الوطني لحزبه بالرباط، بأنه لا وجود لتحالفات خارج الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، في إشارة منه لما يروج بخصوص التحالف مع “البام”. وقال الأزمي في رده على سؤال ل”أخبار اليوم” بخصوص تحالفات حزبه الوطنية والمحلية لاستحقاقات 2021: “ليس هناك أي جديد، وواهن من يدعو اليوم لركوب القطار الذي انطلق من طنجة”، في إشارة منه إلى تحالف حزبه مع حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة، والذي باركته الأمانة العامة “لحزب المصباح”، حيث أضاف القيادي بنفس الحزب، “من الناحية السياسية، فالتحالف القائم بين مكونات الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني حتى استحقاق 2021، هي صيغة التحالف السياسي التي تبناها حزبنا بقرار من أجهزته التقريرية، حيث لا يصح، يردف الأزمي، أن يكون “للبيجدي” تحالف في الحكومة يحكمه برنامج حكومي التزم به مع المغاربة، ويتركه بين عشية وضحاها، لأن عينه اختارت حليفا آخر من خارج التحالف الحكومي، فلا وجود لتحالفات خارج الحكومة، يورد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في ندوته بفاس. وزاد الأزمي قائلا: “حزبنا ماشي حزب شايط، يتحالف مع اللي جابو الله في الطريق، “البيجدي” له شروط ومبادئ يجب أن تتوفر فيمن يريد التحالف معه لخدمة المغاربة”، مضيفا، “نحن نشتغل مع أحزاب حقيقية تحترمنا”، لذلك لن نقبل أن يُقدم لنا اليوم، حزب قال فينا ما لم يقله مالك في الخمر، ونهرول نحن لنضع يدنا بيده، ففي منطق السياسة، يوضح الأزمي، تغيير الموقف ب180 درجة، يقتضي نقاشا سياسيا يجيب عن سؤال وجيه، هو ما الذي تغير حتى نصبح بين عشية وضحاها سمنا على عسل مع حزب الأصالة والمعاصرة؟ يتساءل الأزمي، قبل أن يجيب بنفسه عن سؤاله عبر رسائل واضحة وجهها لمن يعنيهم الأمر، كما قال، داخل حزب العدالة والتنمية وخارجه، بتشديده على أن “التحالفات السياسية للبيجدي ليست بيد أي أحد، فمن يقرر فيها هو المجلس الوطني للحزب الموكول له ذلك عبر عملية تصويت طويلة ونقاش أطول”. ودافع عمدة فاس عن إنجازات مجلسه بالعاصمة العلمية، وتدبيرهم لشؤونها بنظافة اليد، حيث قال الأزمي، على “الفاسيين أن يعترفوا أننا منذ دخولنا إلى مجلس مدينتها بعد انتخابات شتنبر 2015، ما تزال أيدينا نظيفة، لم نأخذ ولو سنتيما من ميزانيتها، وفي المقابل دافعنا عن مصالحها وكافحنا حتى تنال الأفضل بين باقي كبريات المدن المغربية، يقول الأزمي، وحجته على ذلك ما حققه المجلس بتعاون مع بقية المتدخلين من سلطات وقطاعات حكومية بمنطقة “فاس شور”، وقطاع الصناعة التقليدية والسياحة والرياضة، وكذا فتح الوعاء العقاري “لكوطيف” في وجه الاستثمار الصناعي لخلق فرص قارة للشغل، كما توقف الأزمي عند إنجازاته على مستوى البنيات التحتية، ومشاريع تحسين المشهد الحضري لمدينة فاس، همت تأهيل الشوارع الكبرى خصصت لها 50 مليار سنتيم، منها شارع محمد الخامس القلب النابض لوسط المدينة، وطريق ويسلان والمحور الطرقي الجنوبي، إضافة لمشاريع أخرى بفاس العتيقة و”جماعة المشور” وباقي المقاطعات الست التابعة للجماعة الحضرية. وأشاد الأزمي، بالعناية الملكية، والتي حظيت بها مدينة فاس، خصوصا المدينة العتيقة، كما قال، والتي خصصت لها مشاريع تزيد عن 2 مليار درهم، مما حول المدينة داخل الأسوار التاريخية، إلى “جوهرة” حقيقية يقول الأزمي، فيما وعد العمدة والقيادي “بالبيجيدي”، أهل فاس ببلوغ الصورة الجديدة التي يريدونها لمدينتهم، والبداية كما قال، ستكون مع مشروع الإنارة العمومية بمواصفات دولية تكلفت به شركة للتنمية المحلية والتابعة لمجموعة “أوديف” الفرنسية والمتخصصة في الطاقة، إضافة لتجويد خدمات حافلات النقل الحضري وتجديد أسطولها، والتي ستكون موضوع اجتماع بالرباط نهاية دجنبر الجاري، لتعديل عقد التدبير المفوض والذي وضعه العمدة السابق حميد شباط مع شركة “سيتي- باص”، يقول الأزمي. من جهة أخرى، حذر عمدة فاس الفاسيين من عودة المدينة لسابق عهدها، والذي تميز كما قال بالمحسوبية والولاءات والزبونية والعشوائية في التسيير، في إشارة منه لمرحلة تدبير شباط والتي قضى بها أزيد من 12 سنة، حيث بدا الأزمي منتشيا بما حققه حزب العدالة والتنمية في مجال تغيير الحكامة في تدبير شؤون العاصمة العلمية، والفضل يعود بحسبه إلى فريقه بحزبه، وانخراط السلطات ومؤسسات الدولة في تنزيل شعار المفهوم الجديد للسلطة، والقائم على نهج القرب من المواطن لخدمته، وتبني الجميع لشعار المؤسسات وفرض هبتها بعيدا عن الولاءات، بحسب تعبير القيادي “بالبيجدي” وعمدة فاس، إدريس الأزمي، خلال ندوة حزبه بفاس ضمن فعاليات الأبواب المفتوحة في دورتها السادسة، والتي يُنتظر أن يترأس مهرجانها الختامي يوم الأحد المقبل بمدينة فاس رئيس الحكومة والأمين العام للحزب سعد الدين العثماني.