أرجأت الغرفة الجنحية باستئنافية مراكش، أمس الاثنين، البت في الطعن بالاستئناف ضد الأمر الصادر عن قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، التهامي خرباش، والقاضي بالمتابعة في حالة اعتقال لطبيب متهم باغتصاب مريضة، والذي أمر بإيداعه سجن “الأوداية”، في إطار الاعتقال الاحتياطي، على ذمة التحقيق الإعدادي الجاري في شأن ملتمس تقدّم به أمامه الوكيل العام من أجل إجراء أبحاث قضائية في شأن الاشتباه في ارتكاب الطبيب “أ.م”، المختص في العظام والمفاصل، لجناية “هتك عرض باستعمال العنف”، المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل 485 من القانون الجنائي، والتي تتراوح فيها العقوبة السجنية بين 5 و10 سنوات. وقد حددت الغرفة، باعتبارها الهيئة القضائية الموكول إليها قانونيا الفصل في الاستئنافات المرفوعة ضد أوامر قضاة التحقيق، (حددت) الاثنين المقبل (30 دجنبر الجاري) تاريخا للبت في الاستئناف المذكور، بعد أن استجابت لملتمس تقدم به دفاع الطبيب المتهم، الذي تحاول عائلته إيجاد تسوية ودية للقضية بإبرام صلح مع المشتكية، والحصول منها على تنازل مكتوب للإدلاء به أمام الغرفة الجنحية، لتعزيز ملتمس إخلاء سبيله والاكتفاء بمتابعته في حالة سراح مؤقت. هذا، ومن المقرّر أن يعقد القاضي خرباش جلسة الاستنطاق التفصيلي للمتهم، بتاريخ الثلاثاء 7 يناير المقبل، بعد أن كان استنطقه ابتدائيا، السبت الفارط، مباشرة بعد إحالته عليه من طرف أحد نواب الوكيل العام، الذي أجرت أمامه فرقة الأخلاق العامة مسطرة التقديم للطبيب المشتبه به، في حالة سراح ، يومين قبل ذلك، على خلفية شكاية تقدمت بها ضده طالبة، تسمى “ن.ل”، تبلغ من العمر 22 سنة، تتّهمه فيها بمحاولة اغتصابها داخل عيادته الكائنة بحي “أسيف” بمقاطعة “جليز”. واستنادا إلى مصدر مطلع، فقد أوضحت الطالبة في شكايتها بأنها توجّهت، الخميس الماضي، إلى عيادة طبية مختصة في أمراض العظام والمفاصل إثر معاناتها من آلام على مستوى مفاصلها، ليُخضعها الطبيب المتهم لكشف أولى داخل قاعة الفحص بعيادته، ويخبرها بأنها لا تعاني من أي مرض مزمن، وأنها تحتاج فقط إلى تدليك طبي للتخلص من آلام العظام وتشنجات العضلات الناجمين عن الإجهاد والتوتر، ثم طلب منها خلع ملابسها والاستلقاء على بطنها في سرير استعدادا للبدء في “العلاج”، غير أن المريضة شعرت بأن الطبيب أصبح يتحسس جسدها بطريقة مريبة أقرب إلى المداعبة الجنسية منه إلى التدليك الطبي، قبل أن تختلس نظرة إليه وتُصاب بصدمة قوية، لمّا وجدته أخرج عضوه التناسلي محاولا ممارسة الجنس عليها بالعنف والإكراه، فما كان منها إلا أن شرعت في الصراخ، وارتدت ملابسها بسرعة، وأفلتت منه هاربة من العيادة ومتوجهة نحو أقرب دائرة أمنية وجدتها في طريقها. وقد جرى الاستماع الأولي للطالبة في الدائرة الأمنية السابعة بحي “الداوديات”، قبل أن تتم إحالة شكايتها على فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي أجرت بحثا قضائيا تمهيديا، استهلته بإعادة الاستماع للمشتكية، قبل أن تستدعي الطبيب المشتكي به وتستمع إليه، وتجري له مسطرة التقديم، في حالة سراح، أمام النيابة العامة المختصة، التي التمست فتح تحقيق إعدادي مع متابعته في حالة اعتقال، وهو الملتمس الذي أيده قاضي التحقيق، الذي حرّر أمرا مكتوبا بإيداعه السجن، في ختام جلسة الاستنطاق الابتدائي.