عبر عدد من الكتبيين في مدينة الدارالبيضاء عن استيائهم من ازمتهم الاقتصادية، التي تنعكس سلبا في أوضاعهم الاجتماعية”؛ حسب ما كشفه يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين. وقال يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، في حديثه مع “اليوم 24″، إن” الكتبيين سئموا في الحقيقة من إطلاق النداءات، والصرخات، سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة، أو من خلال مراسلة المسؤولين محليا، ومركزيا من أجل الالتفات إلى أوضاعهم، والإصغاء إليهم”. وأشار المتحدث ذاته إلى أن الكتبيين راسلوا الديوان الملكي لطرح أحد مشاريعهم الطموحة، المتمثلة في إحداث “قرى الكتاب” لتكون واجهة مشرفة لمهنتهم النبيلة، وصورة مشرفة للثقافة المغربية، وتراثها اللامادي، الذي سيساهم حتما في تطوير عدد من القطاعات الأخرى، وعلى رأسها القطاع السياحي، والترفيهي”، مستطردا “عوض أن يظل الكتبيون منتشرين في الأسواق العشوائية، وفي أحسن الأحوال في محلات تفتقر إلى شروط الممارسة السليمة للمهنة”. وأوضح المتحدث ذاته أن “جل الكتبيين في طريقهم نحو الإفلاس، بسبب التطور، الذي تعرفه صناعة الكتاب، ومنافسة وسائط التواصل الحديثة، وتراجع نسبة القراءة بوجه عام”. أما الطامة العظمى، بحسب المتحدث نفسه، “فتتجلى في الكتاب المدرسي وما يمثله من طوق نجاة بالنسبة إلى الكتبيين، ذلك أن التغيير المستمر، والمفاجئ للمقررات، والتعدد اللامتناهي للعناوين باختلاف المناهج في التعليم الخصوصي، هذه الأسباب تجعل جل الكتبيين عاجزين عن مسايرة الركب، نظرا إلى تواضع رأسمالهم من جهة، وإقصائهم من أي مشاورات في هذا الشأن”. وقال رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين إن” الكتبيين لا يحظون باعتراف أي جهة حكومية كمهنة قائمة الذات، لها خصوصياتها المرتبطة بالثقافة، والتعليم، وبالتالي فهم محرومون من التغطية الاجتماعية، والصحية، ومن أي وضع اعتباري يعكس تضحياتهم، ومساهماتهم في تكوين أجيال من الأطر، والباحثين، والمثقفين، والمبدعين في شتى المجالات، والتخصصات. ناهيك عن مساهمتهم في نشر ثقافة القراءة، وترسيخها لدى فئات عريضة من المجتمع”. وأشار بورة إلى المعاناة الحقيقية لاثنين من الكتبيين، وقال: “إنهما أفنيا عشرات السنين في خدمة الكتاب، والقراءة، والثقافة، والتعليم، وها هما يرقدان اليوم على فراش المرض لا حول لهما ولا قوة، وزملاؤهما ينتظرون المصير نفسه”، داعيا ” المسؤولين، والمنتخبين، والغيورين على الثقافة المغربية من أجل هيكلة مهنة الكتبي، قبل أن ينقرض آخرهم، ويطوي النسيان قرونا من نشاط مهني نبيل، وذي صبغة خاصة، إذ من المخجل أن نسمح بضياعه، والتفريط في تراثه الغني”.