لا يفوّت المهاجرون المغاربة طريقاً ولا طريقة لبلوغ وجهتهم نحو “الفردوس الأوروبي“، حتى وإن كان الطريق محفوفابمخاطر الغرق أو الوقوع ضحية مافيات الاتجار بالبشر بين القارتين السمراء والعجوز في منطقة جغرافية لازالتتعاني ويلات الحرب والتطاحنات العشائرية. شباب ونساء وأحيانا أطفال في ريعان العمر قدموا من المدن والدواوير النائية، بعدما تمكن منهم حلم الهجرة وضاقتبهم أرض البلد فلم تعد تتسع لشيء من الأحلام وفتات الحقوق البسيطة، لتصير وجهتهم المثلى بحثا عن لقمة العيشوتحسين ظروف أهاليهم “إيطاليا” عبر ليبيا، حيث يستقبلهم السماسرة الذين يتقاضون مبالغ لا تقل عن أربعة ملايينسنتيم، أو ما يقابل 4500 دولار، لأن هؤلاء يفضلون العملة الصعبة بمن فيهم خلايا الهجرة غير الشرعية المتواجدةفي المغرب والمكلفة بتيسير المهمة، وتحقيق التواصل مع أباطرة التهريب في ليبيا. هنا، منطقة آيت عثمان في مريرت نواحي خنيفرة، انتقلت “أخبار اليوم” إلى عين المكان لتلتقي عبد الغفور الشابالثلاثيني العائد من غياهب سجن مركز طريق “السكة” بطرابلس التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، نهايةشهر أكتوبر الماضي بعد أن تدخلت السفارة المغربية بتونس، من أجل إجلائه إلى جانب 30 شابا كانوا قد عانواالأمرين طيلة الأشهر الماضية داخل السجن. اسم ورقم وسعر عبد الغفور، هو الاسم المستعار الذي اختاره الشاب لنفسه تحت مطية أنه “لن يغفر لنفسه ولمن أوصله هذه الحالة“،فهو واحد من مئات، بل ربما الآلاف من الشباب المغاربيين الذين استرزقت بهم مافيات الاتجار بالبشر المسلحة بليبياوتقاذفتهم بين ردهات السجون الليبية، إلى أن وصلوا إلى سجن “السكة” في ضواحي طرابلس، والذي يعد أحدأسوأ السجون سمعة بالبلد، فهو مشيد تحت الأرض، وكان يستخدم في عهد الرئيس السابق معمر القذافي ضدمعتقلي الرأي. يقول الشاب إن فكرة الهجرة بدأت تتبادر إلى ذهنه عندما وجد نفسه عاطلا عن العمل طيلة الخمس سنوات الأخيرة،بالرغم من مؤهلاته وتحصيله العلمي فهو حاصل على دبلومين الأول في المحاسبة، والثاني في التدبير المحاسباتيوتسيير المقاولات، فضلا عن سبع سنوات تجربة كمحاسب فإحدى الشركات، وأمام هذا الوضع، وبعد أن أغلقتجميع الأبواب في وجهه، تسللت فكرة الهجرة إلى عقله، بهدف تحسين الظروف على اعتبار أنه المعيل الأول لأسرتهالصغيرة. ما شجع عبد الغفور على خوض هذه المغامرة هو أحد معارفه الذي اختار ذات الطريقة هو وزوجته قبل أشهر ونجحوافي الوصول إلى بر الفردوس الإيطالي، فما كان للشاب المحاسب إلا أن يتواصل مع نفس سماسرة الهجرة غيرالشرعية في المغرب والمسمى “محمد الملالي“، وغالبا هذا واحد من الأسماء المستعارة التي تستخدمها المافياتلإخفاء هويتها الحقيقية، والذي طلب من عبد الغفور أزيد من 4 ملايين سنتيم، على أن تتحول إلى الدولار فكان لهذلك.. استقل عبد الغفور طائرة مدنية شهر يوليوز الماضي كباقي المسافرين إلى الجزائر، وما إن وصل مطار هواريبومدين حتى وجد أحدهم في انتظاره قاده إلى الصحراء بالضبط إلى ولاية “ورقلة“، ثم منها إلى مدينة حدودية أخرىتسمى “دبداب” تربطها نقطة عبور حدودية مع ليبيا، خلال هذا السفر الذي يقطعه عبد الغفور لأول مرة التقى بعشرةمهاجرين مغاربة قادمين من مختلف مشارب المملكة، فمنهم القادم من الناظور، بني ملال، أكادير، مراكشآسفي،وغيرها، جميعهم قطعوا كل هذه الطريق القاسية بمساعدة “محمد الملالي أو فاطمة“. “لم نكن نعرف بعضنا، لم نحادث بعضنا وقتها، إلا بكلمات مقتضبة متقطعة، لقد تملكنا خوف كبير ما إن وجدناأنفسنا في صحراء الجزائر، خاصة على المنطقة الحدودية دبداب، حيث رأينا السلاح لأول مرة، بدأنا ندخل علىشكل دفعات، وكانت نقودنا معنا، تقريبا دفعنا 600 أورو طيلة الطريق، هي طبعا من النقود التي يفترض أن يتوصلبها المهرب، فكل شيء منظم، هم أخبرونا بالتفاصيل وبالتدقيق كم يجب أن نعطي لكل سمسار يوصلنا لآخر“، يقولعبد الغفور مشيرا إلى أنه على الحدود الليبية وجدوا في انتظارهم سيارات رباعية الدفع قادتهم طيلة يومين إلى زوارةالليبية المطلة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، أي مرتع الهجرة، هناك “التقينا الحاج أنيس هو الباطرون أوكبيرهم، أخذنا إلى فيلا كبيرة وعاملنا بشكل إنساني وجيد في انتظار موعد الرحلة، وهناك وجدنا مهاجرين آخرينفي الانتظار جميعهم مغاربة كان عددنا 20 مهاجرا تقريبا“، يقول عبد الغفور. بعد مضي أسبوع، حان موعد الرحلة بحسب توقيت الحاج أنيس ورجاله المسلحين، “وهنا بدأت الأوضاع تتغيرتدريجيا“، يشرح عبد الغفور ل“أخبار اليوم” أنه جرى نقلهم إلى الساحل حيث كان ينتظرهم قارب مكدس أساسابمهاجرين آخرين من مختلف الدول الإفريقية لينضم إليهم 20 مغربيا، “كان كل شيء طبيعيا، الأمواج مواتية، وفعلاوصلنا المياه الإقليمية الدولية، بالضبط جزيرة لامباديزا، غير أن القارب تعرض لعطل ولم يعد بمقدورنا الحراك لبلوغاليابسة، لحسن الحظ كان أحدنا يحمل هاتف الثريا الذي يلتقط عبر الأقمار الاصطناعية، وبالتالي طلبنا المساعدةكنا نتصل بأرقام إيطالية لعل فرق الإنقاذ تصل إلينا، لكن وصلت خفر السواحل الليبية، أظن إيطاليا أعلموا الليبيين،ثم بدأ الكابوس الحقيقي“. رحلة نحو العبودية عبد الغفور لم يكن وحده من بين الشباب الباحثين عن الفردوس الإيطالي، بل أيضا سعيد المنحدر من عين زورةبالناظور، كان واحدا من الثلاثين شابا الذين تقاسموا ذات الرحلة الجهنمية، التي لا زالت تداعيات بادية علىمحياهم وتصرفاتهم، فسعيد رفض لقاءنا واختار أن يروي ما حدث هاتفيا. يقول سعيد إنه عاش أسوأ لحظات حياته في ليبيا، فبعدما باع ذهب والدته وأرضا ورثها عن والده المتوفى ليوفر2000 أورو التي ستوصله إلى إيطاليا، وجد نفسه لأزيد من 18 ساعة في عرض البحر، في حين لم يكن يفصله عنيابسة الحلم شيء. بصوت يتجرع ألما يروي سعيد تفاصيل ما حدث لهم قائلا: “عانينا جدا تحت الشمس في عرض البحر لما يقارب اليوم،وبعد أن تم أخذنا من طرف خفر السواحل الليبية، جرى الزج بنا في مكان خال، طيلة يوم آخر من الخامسة مساء إلىالعاشرة صباحا لليوم الموالي، حيث حرمونا من الأكل والمياه، وعاملونا بطريقة قاسية جدا ولا إنسانية، بقينا متكدسينوالبرد يلفحنا والأسلحة فوق رؤوسنا إلى حوالي زوال اليوم الموالي، عشنا لحظات عصيبة ونحن نشاهدهم كيفيطلقون الرصاص الحي على الصيادين بالمكان أو المهاجرين غير الشرعيين ممن لم يمتثلوا لأوامرهم.. كان مطلبناالوحيد وقتها العودة إلى المغرب“، يضيف سعيد الذي لم يتمالك نفسه وهو يتذكر تفاصيل ما حدث قبل أن يقطعالاتصال ليعود لوعيه ثم يضيف: “اليوم الموالي وصلنا لسجن السكة، أو مقر الهجرة غير الشرعية وهناك التقطواصورنا ونقلونا إلى السجن دون تفسير، لم نكن نتجرأ على السؤال حتى خوفا“. وأضاف سعيد: “بعد وصولنا أخذوا منا ما نملك من نقود أو هواتف وغيرها وتم إيداعها في مكان آخر، كانتمعاملتهم أيضا سيئة، حرمنا من الغطاء والفراش وتم الزج بنا في زنازين تحتوي جميع الجنسيات خاصة الأفارقةجنوب الصحراء، كنا متكدسين، في غياب المراحيض والضوء الذي لم يكن ينطفئ في أي وقت من اليوم، وفي غيابأبسط معايير احترام حقوق الإنسان، ذلك المكان لم يكن يصلح حتى للعيش بالنسبة للحيوانات فكيف للإنسان أنيفعل؟” يقول سعيد مضيفا: “بقينا في مركز السكة الذي هو مستودع كبير لمدة ثلاثة أشهر، ويوجد من السجناء منزج بهم لأكثر من سنة، وصاروا ضحية مافيات الاتجار بالبشر في عين المكان“. كان السبيل الوحيد لضمان لقمة تسد رمق اليوم حسب سعيد، هو “كسب تعاطف السجان أو المشرفين على هذاالجحيم، فبدأت في التودد إليهم شيئا فشيئا، تارة بالنكت وتارة أخرى بالعلم، أي أستغل لغتي الفرنسية والإسبانيةلأعبئ معهم الاستمارات، طبعا لأنهم لا يفقهون أي لغة عدا العربية، وبالفعل تمكنت من كسب ثقتهم وصرت أساعدهمفي المكاتب فكانت النتيجة أن بعثني مدير السجن إلى صديقه ليستضيفني خلال عيد الأضحى، أو لأكون أكثروضوحا لكي أخدم صديقه المسؤول الحكومي، طبعا لأني كسبت ثقته ولم يعد يهاب خطرا من جهتي، استجبتلأوامره وغادرت السجن إلى بيت الصديق المسؤول حيث وجدت أفارقة من جنوب الصحراء يخدمونه أيضا، وهو الآخركسبت ثقته فساعدني لأصل بندائي إلى أهلي ومنها إلى المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان، الذينتواصلوا مع رئاسة الحكومة وسفارة المغرب في تونس، كنا لا نبتغي شيئا إلا العودة إلى المغرب“. خلال عمله مع مدراء سجن السكة اكتشف، سعيد الذي هو اسم مستعار يخفي من خلال هويته على اعتبار أنهالوحيد الذي غادر السجن ويعرف تفاصيل دقيقة عن طريقة اشتغال هذه المؤسسة وتورطها في الاتجار بالبشر، أنالإعانات التي تتوصل بها المؤسسة السجنية التي تعتبر مركزا للهجرة من خارج ليبيا تذهب إلى بيوتهم، ، في حين لايصل المساجين المهاجرين سوى المعكرونة. “نعم كنا نأكل المعكرونة بشكل يومي ونبقى عراة في البرد ومتكدسين فيبعضنا لنحتمي، تخيلوا مئات بل آلاف المساجين ملتصقون ببعضهم بسبب البرد والجوع“. 64 مغربيا وافدا جديدا بمركز السكة المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان، قام وقتها بدور الوسيط بعدما توصل باستنجادات أزيد من 30 مغربيامتواجدا بمركز طريق “السكة” بطرابلس التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، بين الضحايا المهاجرين ووزيرالشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجيةوالتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الإفريقي، والمندوب الوزاري لحقوق الإنسان ثم رئيسة المجلس الوطني لحقوقالإنسان، وسفارة المغرب في تونس. وطالب المهاجرون المغاربة العالقون في ليبيا عبر المنتدى، حكومة العثماني بالتدخل العاجل وترحيلهم إلى بلادهموإنهاء المأساة التي يعيشونها بعد أن فشلت مخططاتهم بالسفر إلى أوروبا بطريقة غير قانونية عبر السواحل الليبية،خاصة وأنهم وجدوا أنفسهم محتجزين في مركز لإيواء المهاجرين غير الشرعيين في طرابلس، والذي يفتقر إلى“خدمات مناسبة إيوائية من مأكل ومشرب وملبس وعدم توفر أغطية، بالإضافة إلى انعدام توفر مواد التنظيف وناهيكاكتظاظ غرف نوم النساء والأطفال، مما نتج عن ذلك أمراض وأوضاع نفسية صعبة“. ودعا المنتدى السّلطات المعنية إلى “التدخل بالتنسيق مع وزارة الداخلية الليبية للحصول على تفويض يخوّل نقلهمإلى الوطن ووضعِ حدّ لمحنتهم وأجرأة برنامج العودة الطوعية للمهاجرين والذي تنظمه المنظمة الدولية للهجرة بالتعاونمع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية“، وهو ما استجابت له سفارة تونس، التي انتقلت إلى مركز “السكة” فورا “منأجل إحصاء المهاجرين المغاربة العالقين في طرابلس“. وترتب عن هذه الزيارة التي قام بها وفد من المسؤولين داخلالسفارة المغربية في تونس بحسب ما أفاد به مصدر “أخبار اليوم“، “إحصاء الهاجرين وطمأنتهم، حيث بدأتالأربعاء عملية إجلائهم ونقلهم إلى تونس، قبيل ترحيلهم إلى المغرب على شكل دفعات“. وأشار المصدر إلى أن كل من “مصالح السفارة المغربية بتونس، المعنية بمتابعة أحوال المغاربة بليبيا، ووزارةالخارجية والداخلية المغربيتين، تابعت عن كثب وضعية المغاربة المهاجرين، وجرى ترحيلهم في غضون الأيام القليلةالموالية إلى المملكة على شكل ثلاث دفعات، أي 10 مواطنين عن كل دفعة“، على حد تعبير المصدر. عملية إرجاع المغاربة المهاجرين إلى بلدهم، اعتبرها جواد الخني، المسؤول داخل المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوقالإنسان “خطوة محمودة ومريحة“، غير أن هذا الوضع “يستوجب دق ناقوس الخطر، خاصة وأنه في كل مرة نسمععن تزايد عدد كبير من المغاربة في مراكز الإيواء الليبية ممن يعيشون ظروفاً اجتماعية ونفسية صعبة“. وتابع المتحدثأنه “وبفعل المتابعة الحقوقية لملف محنة مغتربة في وضعية غير نظامية ظلوا لشهور بمركز السكة بطرابلس التابعلجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية دون أية متابعة جادة لأوضاعهم الصحية والنفسية وظروف العيش، وكذا التسريعمن عملية تمكينهم من الوثائق الإدارية تدخلت سفارة المغرب بتونس وأجرت تنقيل عدد من الشباب المغاربة في حدودثلاث مجموعات عبر مطار مصراتة الدولي ومنه إلى مطار قرطاجبتونس ثم الوصول إلى الدارالبيضاء. للأسفعلمنا أن إحدى المجموعات وصلت إلى تونس تم أعيدت إلى طرابلس في ظروف غامضة، يقول الخني الذي نبه إلى أن“عدد ال 30 تضاعف حاليا ليصل إلى 64 مغربيا وافدا جديدا بمركز السكة إثر توقيف مجموعة كانت في طريقهاإلى السواحل الإيطالية“. وأردف الخني: لقد دققنا ناقوس الخطر بشأن معاناة أزيد من 30 مغربيا ومغربية من ضمنهم امرأتان وطفلانصغيران متواجدان بمركز طريق “السكة” بطرابلس، التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية منذ شهور دون أيةمتابعة من طرف سفارة المغرب بتونس، المكلفة بتتبع أوضاع المغاربة بليبيا، حيث راسلنا وزير الشؤون الخارجيةوالتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلفبالتعاون الإفريقي والوزيرة المكلفة بالجالية وسفارة المغرب بتونس وعدد من الجهات الإدارية المعنية والمتدخلة، ولمنتلق ردا“. الاتهامات الجدية التي يوجهها جواد الخني للحكومة المغربية وسفارة المملكة بتونس، أكدها المهاجرونالمرحلون ممن تواصلت معهم “أخبار اليوم“، والذين استنكروا أيضا التجاهل الذي طالهم من طرف السفارة،مشددين على أن لا أحد من المسؤولين التقاهم أو تواصل معهم كما تدعي السفارة، بل كانت الأوامر تأتيهم منالليبيين إلى أن وجدوا أنفسهم في مطار تونس، حيث بقوا طيلة الليل في انتظار طائرتهم في اليوم الموالي فيماالإجراءات الإدارية في سجن السكة هم من قاموا بها من تلقاء أنفسهم، والمبلغ الذي ساعدهم في الوصول إلى المطارأخذوه من سجناء السكة من مختلف الدول“. وأضاف سعيد بهذا الخصوص: “أنا من حضرت اللائحة، بمساعدة أحد مدراء السجن الذي يحب المغاربة والذيساعدنا في الإجراءات والمراسلات ومكن المهاجرين من الوصول إلى هواتفهم وطمأنة أهاليهم، ولم نلتق أي أحد منالسفارة التي بدأت في التماطل، زارنا أحدهم وأخذ اللائحة التي حضرتها دون أن يرانا أو يطمئننا أو أي شيء منهذا القبيل، لولا الجمعيات الحقوقية لما وصلنا إلى بلدنا، ولكن حرمنا الرعاية من طرف سفارتنا في تونس، واليوم لاأحد سألنا عن سبب هجرتنا، هذه حالة يجب أن تناقش ويجب أن نكون عبرة لباقي الشباب المغربي..لا تخطئوا نفسالخطأ وترموا بأنفسكم إلى التهلكة“. وتدير السلطات الليبية مراكز احتجاز للمهاجرين الذين يعترضهم خفر السواحل الليبي في البحر. لكن تلك المراكزتعاني من الاكتظاظ وتدني الشروط الصحية، لذلك غالبا ما تطالب ليبيا المنظمات الدولية بالحصول على دعم إضافيلتحسين ظروف إيواء المهاجرين. وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها مهاجرون مغاربة عالقون في ليبيا، سلطات بلادهم بمساعدتهم للعودة إلىالمغرب، بعد أن تفشل محاولاتهم في اتباع طرق الهجرة التي يديرها مهربون بطرق غير قانونية تعرض حياةالمهاجرين إلى الخطر.