خاب أفق انتظار آلاف الحمالين والحمالات المغاربة الذين كانوا يأملون، يوم أمس الثلاثاء، الولوج إلى مدينة سبتةالمحتلة لنقل حزمات السلع المهربة إلى الجانب المغربي بعد 40 يوما من العطالة وانقطاع مصدر رزقهم الوحيد، بعد القرار السيادي للسلطات المغربية بإغلاق معبر باب سبتة الثاني المخصص للتهريب المعيشي، لإنجاز بعض الأشغال التي تهدف إلى حماية وتأمين عملية دخول وخروج الحمالين والحمالات، على إثر الحوادث المأسوية التي شهدها المعبر منذ افتتاحه في الشهور الماضية. قرار إغلاق المعبر مؤقتا من قبل السلطات المغربية أثار، كذلك، استياء بعض المقاولين والتجار الإسبان الذين يستفيدون بشكل كبير من معاناة آلاف الحملات والحمالين، وفق ما كشفته مصادر من الشمال ل”أخبار اليوم”، علاوة على مصادر إسبانية. ويبدو أن صبر الحمالين المغاربة نفد من وعود مندوبية الحكومة الإسبانية المركزية في سبتة، التي تردد بحر كل أسبوع منذ 9 أكتوبر أن المعبر سيفتح في الأسبوع المقبل لكن بدون جدوى، علما أن المندوبية ذاتها وعدت الأسبوع الماضي بفتح المعبر يوم أمس الثلاثاء، لكن لم تف بوعدها، وهو الشيء الذي دفع الحمالين والحمالات وعائلتهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية، يوم أمس، أمام معبر باب سبتة. قرار إغلاق المنع مس بشكل مباشر جيوب 40 ألف مواطن مغربي، وفق ما أوردته صحيفة “إلبوبياو دي سبتة”، لكن الوقفة الاحتجاجية حضرها إلى حدود الساعة ال12 من يوم أمس 1500 حمال وحمالة. في هذا الصدد، أودت صحيفة “الفارو دي سبتة”، أنه كان من المتوقع أن يفتح معبر باب سبتة الثاني المخصص للحمالين يوم أمس الثلاثاء 19 نونبر، رغم أن مصادر مغربية أكدت أن السلطات المغربية اتخذت قرار “إنهاء التهريب المعيشي”، وأن عملية إعادة فتح المعبر، كما يروج لها، “لن تتم”. وتزعم الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن الحكومة المغربية لا تجري أي أشغال في معبر باب سبتة الثاني، وأن هدفها هو القضاء على التهريب المعيشي أو على الأقل شله مؤقتا في ظل تزايد عدد الحمالين والحمالات. مصادر جمركية كشفت ل”إلفارو دي سبتة” أنها تجهل الجهات التي تتحدث عن وجود تاريخ لفتح المعبر، مبرزة أنه “لا يوجد أي تاريخ محدد لإعادة فتح المعبر في وجه ممتهني التهريب المعيشي”. وأشارت الصحيفة إلى أن العطالة التي يعيش على إيقاعها الحمالون منذ 9 أكتوبر المنصرم، دفعتهم إلى الدعوة لوقفة احتجاجية يوم أمس الثلاثاء أمام معبر باب سبتة للاحتجاج على وضع الغموض الذي يلف مصير التهريب المعيشي، والتعبير عن تخوفهم من إقدام الحكومة المغربية على القضاء على التهريب المعيشي. وأضاف المصدر أن السلطات المغربية أرسلت تعزيزات أمنية في الأسبوع الأخير إلى المنطقة لتجنب أي مناوشات أثناء الوقفة الاحتجاجية. بدورهما، قالت مندوبية الحكومة الاسبانية بسبة، بعد أن وعدت بفتح المعبر أمس الثلاثاء، إنها أبلغت شركات الأمن الخاصة التي تؤمن عملية التهريب المعيشي في منطقة باب سبتة أنه لن يفتح المعبر أمس الثلاثاء. صحيفة “سبتة أكتواليدادا”، نقلت عن مصادر جد مطلعة، أن مندوبية الحكومة الإسبانية حاولت، الأسبوع الماضي، بدون جدوى، التواصل مع ممثلين للسلطات المغربية. وكشف المصدر ذاته، أيضا، أن المسؤول الجديد على رأس الجمارك المغربية في باب سبتة التحق بمنصبه يوم أمس الثلاثاء، في إشارة إلى ارتياح الإسبان لتعيين مسؤول جديد للتواصل معه وتجاوز مرحلة غياب محاور جمركي. من جهته، نقل موقع “سبتة تليفزيون”، نقلا عن مصادره، أنه لا وجود لأي اتفاق بين المغرب وإسبانيا لإعادة فتح معبر باب سبتة الثاني في وجه ممتهني التهريب المعيشي بحر هذا الأسبوع..