تصوير : أغراس الحسين منذ ساعات الصباح الأولى، بدأ توافد جموع مواطني مدينة آسا ملتحقة بالزاوية، المقر الرئيسي لانعقاد الموسم السنوي ملقى الصالحين، الذي يلتئم بمناسبة ذكرى المولد النبوي ابشريف، فقد أصبح هذا الحدث الديني، فرصة سنوية تمثل لقبائل الصحراء مكانا متجذرا في عمق التاريخ، تلتقي فيه جميع القبائل المتواجدة بإقليم آسا-الزاك، وبالأخص قبائل أيتوسى، في مناسبة نحر الناقة، هو يوم يخصص لتجديد إرث تاريخي كان يجعل من هذه المنطقة الصحراوية من المملكة، فضاء ديني يؤمه حفظة القرآن الكريم من كل المدارس العتيقة. بالنسبة للمهتمين والموروث الثقافي والديني، بإقليم آسا فإن تخصيص يوم لنحر الناقة كان على الدوام عادة متأصلة للاحتفال بمناسبة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتم استعمال لحمها لإطعام الوافدين على الموسم الديني ملقى الصالحين. هو موسم ديني تتعدد أهدافه، لكن يبقى الهدف الأسمى للمنظمين هو تقوية أواصر المحبة بين أبناء القبائل الصحراوية القريبة من مدينة آسا وتوثيق أواصرها الاجتماعية والثقافية والحفاظ على موروثها الديني المتأصل في تاريخ المنطقة. طقوس نحر الناقة، لا تخلو من عادات دينية ترافق هذا الحدث الديني، فمباشرة بعد نحرها وفق الطريقة التقليدية المعتادة في الصحراء، ترتفع أكف شيوخ زاوية آسا وباقي الزوايا القريبة وأعيان القبائل التي حجة إلى ملقى الصالحين، مرددة دعاء بهذه المناسبة، قبل أن تنتهي طقوس النحر. وهي الطقوس الدينية التي لا تتم إلا بعد الحضور الفعلي لوالي جهة كلميم وعامل الإقليم وعدد من أعضاء المجلس البلدي لزاوية آسا مرافقين بشيوخ القبائل، لتتحول أنظار الجموع الغفيرة من أتباع الزاوية إلى مشهد النحر، الذي يتحول إلى مشهد تشويقي يؤثت احتفالية الموسم الديني لزاوية آسا والتي ينتظرها أتباعها بشغف كبير ومشاعر يختلط فيها الموروث الديني للمنطقة، بطقوس للنحر مهيبة تحول ساحة زاوية آسا إلى فضاء ديني متميز احتفالا بذكرى مولده عليه الصلاة والسلام. يزم نحر الناقة، يشكل اليوم الاحتفالي بذكرى المولد النبوي التي ينظّم في إطار الموسم السنوي لزاوية آسا، فهي طقوس احتفالية دأبت قبائل أيتوسى على تنظيمها بهذه الزاوية الصحراوية منذ قرون طويلة، حيث تمثل لأفراد القبيلة المنتشرين في الكثير من المدن المغربية، فرصة لتجديد أواصر اللقاء مع مدينة آسا، وفرصة سانحة أيضا لزيارة الأهل والأحباب، طقوس دينية احتفاليات تشهد أيضا توافد بعض السياح الأجانب على المدينة الصحراوية، خصوصا وأن الموسم الديني تميزه احتفاليات واحة آسا وخيمة ايزورن التي تشهد احتفاء منقطع النظير بالشعر والثقافة الحسانيتين وبنغمات فرقة أحواش.