إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، نظمت قبائل أيتوسى «الموسم الديني السنوي لزاوية أيتوسى بالعيون، تحت شعار «زاوية أيتوسى، إرث حضاري ومعلمة دينية لترسيخ القيم الروحية وصون المقدسات الدينية والوطنية»، وذلك يومي 28 و29 ربيع الأول 1437ه الموافق ل8 و9 يناير .2016 بزاوية أيتوسى بالعيون. وشكلت هذه التظاهرة مناسبة لاستحضار المكانة الدينية والعلمية للزاوية، باعتبارها «منارة دينية ساهمت في ترسيخ القيم الروحية ونشر الثقافة الإسلامية السمحاء». وهو ما جعل هذه المناسبة الدينية فرصة لتكريم بعض المتفوقين في المسابقة الدينية التي نظمت في إطار فعاليات هذا الحدث، وهو ما جسد دور هذه الزاوية في تنشئة «جيل متشبع بقيمه وثوابته الدينية وفق معالم ديننا الحنيف وسيرا على نهج التعليم العتيق». وقد شهد الحفل الختامي الذي نظم بمناسبة اختتام فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية أيتوسى بالعيون، والذي حضره عدد من ممثلي السلطات المحلية والمصالح الخارجية، حضور عدد من المنتخبين وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، في مناسبة لصلة الرحم تؤكد روابط التآخي وعمق العلاقات بين مكونات المجتمع الصحراوي. وتميز الحفل الديني بإلقاء كلمة باسم قبائل أيتوسى، أكدوا فيها أن هذا الحدث الروحي يكتسي أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة، باعتبار أنه ارث حضاري وموروث ثقافي دأبت عليه قبائل أيتوسى منذ القرن 14 الميلادي الموافق للثامن الهجري إبان تأسيس زاوية أسا، لتستمر مظاهر الاحتفال بشكل سنوي بجل ربوع المملكة، معتبرين «أن ذكرى المولد النبوي الشريف، هي مناسبة دينية عظيمة،تجعلنا نستحضر خصال نبينا المصطفى، وسيرته النبوية الشريفة، في أجواء ربانية عطرة، وفي طقوس روحانية، سيرا على منهج عقيدتنا الأشعرية ومبادئ التصوف السني وتماشيا مع مذهبنا المالكي، ووفق ثوابت أمتنا المغربية الإسلامية، متشبثين بمقدساتها التي ضمنت الاستمرار والاستقرار، في ظل وحدة دينية مغربية تستمد قوتها من رصيد تاريخي عريق، لأمتنا ومرتكزات تديننا وحضارتنا، ونسق متميز في التدين سمته الاعتدال والوسطية، وركيزته الأساسية إمارة المؤمنين». وقد شكل هذا الحفل. الذي جاء متزامنا مع الذكرى ال72 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مناسبة لاستحضار محطات من تاريخ المقاومة لقبائل أيتوسى المجاهدة، التي شكلت على مدى التاريخ إحدى ركائز المقاومة الصحراوية في الذود عن وحدة الوطن، والتي أكدت من خلال هذا الموسم. على حس الوطنية الصادقة لأبناء هذه القبائل، في الدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية. هذا وقد تضمن برنامج الموسم الديني السنوي، الذي امتد على مدى يومين، تنظيم مجموعة من الأنشطة الدينية والاجتماعية والتضامنية المختلفة، وفق برنامج غني ومتنوع، حيث تم تنظيم ندوة فكرية بعنوان «الزوايا الدينية والأدوار التاريخية .. زاوية أيتوسى نموذجا». تنظيم حفل «إعذار» جماعي، مع ليالي روحانية في السماع والمديح النبوي الشريف. إضافة إلى «قراءة الحزب الراتب، درس الوعظ والإرشاد وختم كتاب الشفاء» لتتوج هذه التظاهرة الدينية السنوية بإقامة شعيرة "النحيرة «في جو امتزج فيه الجانب الروحي بالمعطى التراثي ذي البعد الإنساني.