اجرى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل قليل تعديلا وزاريا لحكومة عبد المالك سلال شمل وزارت مهمة كالدفاع والداخلية والخارجية لكنه لم يتناول وزارة الطاقة, بحسب بيان لرئاسة الجمهورية. وتم تعيين الفريق قايد صالح رئيس اركان الجيش نائبا لوزير للدفاع ورمطان لعمامرة المفوض السابق للسلم والامن في الاتحاد الافريقي وزيرا للخارجية خلفا لمراد مدلسي والطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري وزيرا للداخلية خلفا لدحو ولد قابلية.
وخرج وزير الخارجية السابق مراد مدلسي من الحكومة بعد 25 سنة امضاها بين وزارتي التجارة والمالية قبل تعيينه وزيرا للخارجية في 2007.
وخلفه رمطان لعمامرة (61 سنة) خريج المدرسة الوطنية للادارة بالجزائر التي تخرج منها ايضا رئيس الوزراء عبد المالك سلال وسلفه احمد اويحيى.
وقضى لعمامرة كل حياته المهنية في المجال الدبلوماسي كسفير للجزائر في الاممالمتحدة وفي دول عدة منها الولاياتالمتحدة والنمسا والبرتغال وجيبوتي كما عمل ممثلا دائما لبلاده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويساعد لعمامرة في مهامه الامين العام السابق لوزارة الخارجية عبد المجيد بوقرة الذي تولى منصب الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية, خلفا لعبد القادر مساهل.
واحتفظ بوتفليقة بوزارة الدفاع كما احتفظ وزراء مهمون آخرون بمناصبهم مثل يوسف يوسفي في الطاقة والمناجم وكريم جودي في المالية وعبد المجيد تبون في السكن وعبد اللطيف بابا احمد في التربية.
وتم تغيير مناصب بعض الوزراء كوزير الاشغال العمومية عمار غول الذي انتقل الى وزارة النقل وعمارة بن يونس وزير البيئة الذي تولى وزارة الصناعة ومحمد بن مرادي وزير السياحة الذي عهدت اليه وزارة العمل.
وتم تعيين سلال رئيسا للوزراء في سبتمبر 2012 خلفا لاحمد اويحيى.
وخرج من الحكومة وزراء حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الاغلبية في البرلمان والذين لم يؤيدوا انتخاب الامين العام الجديد للحزب عمار سعيداني الذي يلقى دعم بوتفليقة رئيس الحزب, كما اشارت الصحف.
ويتعلق الامر بوزراء النقل عمار تو والتعليم العالي رشيد حراوبية والصحة عبد العزيز زياري والبريد وتكنولوجيات الاتصال موسى بن حمادي والفلاحة رشيد بن عيسى, بينما لم يشمل التغيير الوزراء الذين لم يعلنوا معارضتهم مثل عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الافريقية والمغاربية الذي تسلم وزارة الاتصال والطيب لوح وزير العمل السابق والذي اصبح وزيرا للعدل .
كما خرج من الحكومة اللواء عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع والذي يشغل المركز الثاني في الترتيب البروتوكولي للحكومة, ليخلفه رئيس اركان الجيش الجزائري الفريق قايد صالح في منصب جديد تم استحداثه هو نائب وزير الدفاع.
ونائب زير الدفاع الجديد الفريق قايد صالح (73 سنة) من المقربين لرئيس الجمهورية وكان الوحيد مع رئيس الوزراء الذي زار بوتفليقة في مستشفى فال دوغراس بفرنسا, بينما لم يزره الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق والذي تصفه الصحف الجزائرية بانه "اقوى رجل في الدولة".
وشهدت الحكومة الجديدة تعيين احد عشر وزيرا جديدا منهم امراة واحدة هي زهرة دردوري مديرة سلطة الضبط للبريد والمواصلات التي اصبحت تشغل منصب وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال.
كما دخل الحكومة اربع ولاة (محافظون) لمدن كبيرة هم والي تلمسان عبد الوهاب نوري لتولي منصب وزير الفلاحة والتنمية الريفية وعبد المالك بوضياف والي وهران في منصب وزير الصحة ومحمد الغازي والي عنابة وزيرا مكلفا باصلاح الخدمة العمومية ونور الدين بدوي والي قسنطينة وزيرا للتدريب المهني.
وبالنسبة للمحلل السياسي رشيد تلمساني فان "الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زاد من قوته من خلال خلال تعيين مقربين منه مثل وزير الداخلية الجديد الطيب بلعيز تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل 2014".
ولم يعلن بوتفليقة موقفه من هذه الانتخابات في حين اعلنت كثير من الاحزاب دعمها له للترشح لولاية رابعة رغم عدم شفائه التام من الجلطة الدماغية التي اصيب بها في ابريل ونقل اثرها للعلاج في فرنسا لمدة ثلاثة اشهر.
والى جانب التعديل الحكومي الذي بدأ الحديث عنه في الاسابيع الاخيرة, تحدث وسائل الاعلام عن قرار لرئيس الجمهورية شمل تغييرا في جهاز المخابرات الذي يقوده الفريق محمد مدين.
وذكرت صحيفة "النهار" ان بوتفليقة قرر تحويل مديرية امن الجيش من سلطة الفريق مدين الى سلطة رئيس اركان الجيش الفريق قايد صالح الذي تعززت سلطته بتعيينه نائبا لوزير الدفاع.
كما اوردت "النهار" ان بوتفليقة القائد الاعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع قرر حل مصلحة الشرطة القضائية التابعة للمخابرات والمكلفة التحقيق في اغلب القضايا المتعلقة بالارهاب والفساد في الشركات الكبرى كقضية الشركة العمومية للبترول والغاز سوناطراك.