أسفرت خريطة التحالفات داخل المكتب المسير لمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، ردود فعل قوية على المستوى الداخلي لعدد من الأقطاب الحزبية الرئيسة المكونة لمجلس الجهة، فبعد العاصفة التي شهدها البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية بعد تحالفه مع البام، ظهرت بوادر تصدع محتملة داخل حزب الاستقلال، إثر خرجة قوية للمستشار محمد سعود، من خلال رسالة مطولة شاركها مع زملائه “ضمن مجموعة مغلقة عبر تطبيقات التراسل الفوري، “واتساب”. خرجة سعود، تقول بعض المصادر، إنها كانت متوقعة بعدما فقد صفته السابقة ضمن تشكيلة رئاسة مجلس الجهة، حيث كان يشغل النائب الأول لإلياس العماري، وكان يطمح لترشيح نفسه رئيسا للجهة، لو لا اعتراض فريق حزب الاستقلال على تزكيته لشغل المنصب عينه، حيث تم تعويضه بالمستشار محمد رملي، النائب الثاني، ورفيعة المنصوري، التي شغلت مهمة النائبة الثامنة للرئيسة. وجاء في الرسالة التي حصلت “أخبار اليوم” على نسخة منها، اتهامات قوية لرئيس فريق حزب الاستقلال، نورالدين مضيان، متهما إياه ب”خيانة أسس ومبادئ الحزب”، بعدما “صرح في جميع الاجتماعات اللجنة التنفيذية بأن حزب العدالة والتنمية خط أحمر، وبأنه يتحرك “بناء على تعليمات وزارة الداخلية”. ويبدو أن محمد سعود استشاط غضبا بعد الاعتراض على تزكيته لشغل منصب ضمن تشكيلة نواب رئيسة الجهة، حيث قال في رسالته: “الأخ نور الدين قام بخيانة المناضلين وثقة اللجنة التنفيذية، حيث قام بمناورات دنيئة لتحريض الأعضاء الاستقلاليين بالجهة لتوقيع “عريضة ضد زميلهم”، مضيفا بأنه “لولا التحاق العدالة والتنمية بالأغلبية لظفر الاستقلال برئاسة الجهة، في شخص عبد ربه. وزعم سعود ضمن نفس الرسالة المليئة بالمعطيات المثيرة، بأن نورالدين مضيان، رئيس الفريق، وضع صديقته رفيعة المنصوري، بعدما كان الحزب في اجتماع اللجنة التنفيذية، بحضور الأمين العام، قرر الحفاظ على نفس المناصب ونفس الأسماء من أجل الاستقرار على مستوى الحزب والجهة”، حيث كلف الأمين العام رئيس الفريق نورالدين مضيان تدبير الأمر. ومضى سعود في رسالته أبعد من ذلك، عندما كشف كواليس ترتيبات تزكية المرشحين لمنصب نائبي الرئيس الجديد للجهة، مشيرا إلى أن “الأخ نورالدين توسل ّ إلي بشدة أن أطلب من الأخت جميلة سحب ترشيحها، نظرا لأن الأخت رفيعة غارقة في القروض البنكية، وهو ما قمت به رغم أن الأغلبية ضد ترشيح الأخت رفيعة، ثم بعد ذلك توسل رئيس الفريق للنائب البرلماني عبدالعزيز الأشهب من أجل “الضغط على شقيقته حنان لشهب لسحب ترشيحها الأمر الذي تم على مضض بعد نقاشات طويلة”. وأقسم سعود في رسالته بأن يسرد حقيقة ما وصفها ب “المناورة” و”الأكاذيب” و”التدليس”، قائلا: “إنني واالله شاهد على ما أقول لم أصرح إلا بالحقيقة، كما أنني لا أستطيع البوح بأشياء مثيرة للاشمئزاز”، حسب قوله. وحاولت “أخبار اليوم”، صباح أمس الاثنين، أخذ تصريح من رئيس فريق حزب الاستقلال، نورالدين مضيان، ردا على هذه الاتهامات، لكن هاتفه ظل يرن دون جواب. وكان مضيان صرح في وقت سابق للجريدة قبل موعد انتخاب الرئيسة الجديدة للجهة، بأن الاعتراض على دخول حزب العدالة والتنمية، لم يصدر عن حزب الاستقلال، وإنما عن حلفاء آخرين لحزب الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أنه كان يزكي بقاء الأغلبية نفسها، لكي يستمر التدبير الجهوي بالرؤية المشتركة نفسها بين مكونات الأغلبية التي كان يقودها إلياس العماري. أما بخصوص ترشيح محمد سعود لمنصب رئيس الجهة، فكان مضيان أوضح ضمن التصريح نفسه بأن حزب الاستقلال لن يتقدم بأي مرشح لمنصب الرئاسة، على اعتبار أنه ملتزم أخلاقيا مع حلفائه بإبقاء منصب الرئيس لحزب الأصالة والمعاصرة، في شخص المرشحة فاطمة الحساني، وكان أكد بأن مبادرة محمد سعود تقديم ملف ترشيحه هي مبادرة فردية، ولا تلقى الإجماع داخل الفريق الاستقلالي.