ساعات قليلة بعد تحذير المديرية العامة للأمن الوطني مما يُعرف بعصابات «السماوي»، تقدمت امرأة بشكاية ضد مجهولين، يوم الأربعاء، أمام الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، تتهمهم ب»الاختطاف والاحتجاز والنصب والاحتيال والسرقة تحت التنويم المغناطيسي المعروف في الأوساط الشعبية ب»السماوي». وأوضحت المشتكية بأن شخصين بمعية فتاة اعترضوا سبيلها، يوم الثلاثاء المنصرم، وهي برفقة ابنتها، التي لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، ودخلوا معها في نقاش كما لو أنها واحدة من أفراد عائلتهم، قبل أن يقوموا برشها بمادة سائلة، وتشرع في تنفيذ أوامرهم، إذ عادت لمنزلها وخرجت إليهم محمّلة بحلي ذهبية، قالت إن قيمتها المالية الإجمالية تصل إلى حوالي مليوني سنتيم، ولم يكتفوا بذلك بل طلبوا منها أن ترافقهم إلى إحدى المؤسسات البنكية بحي المسيرة، حيث سحبت مبلغا ماليا قيمته 5 ملايين سنتيم من حسابها البنكي وسلمته إليهم بكل انقياد. وتابعت بأن المشتكى بهم قاموا بنقلها على متن سيارة زرقاء اللون إلى إحدى الشقق بحي «المحاميد»، حيث قضت الليلة هناك رفقة ابنتها، قبل أن يتم نقلها، صباح أول أمس الأربعاء، إلى حي «إيزيكي»، ويتم التخلص منها هناك بالقرب من «فران التراب»، وهي في حالة تخدير وفاقدة للسيطرة على تصرفاتها. هذا، وكانت المديرية العامة للأمن الوطني نشرت تغريدة على حسابها الرسمي على موقع تويتر، تحذر من خلالها من نصابي «السماوي» و»الفقهاء المجهولين»، ممن يمارسون شعائرهم الغريبة للنصب على المواطنين وسلبهم ممتلكاتهم. وفي رسوم توضيحية، أوضحت المديرية العامة للأمن الوطني، في تغريدتها التواصلية، الطرق التي يتبعها ممارسو هذا النوع من النصب، الذين يتقمصون شخصيات مشعوذين يمتلكون قوى خارقة، ويكونون مصحوبين بامرأة، في معظم الأحيان. وتابعت المديرية العامة بأن عمليات النصب المذكورة غالبا ما يقع ضحيتها أشخاص يؤمنون بالقوى الخارقة، ممن يسلمون كل ممتلكاتهم للنصابين، بذريعة أنهم سيعملون على تطهيرها، إذ يعمدون إلى وضعها في ثوب أو يلفونها في أوراق أو أشياء بدون قيمة تذكر، ويطلبوا من ضحاياهم عدم فتحها حتى تنتهي عملية التطهير المزعومة، وهي المدة التي تكون كافية لاختفاء النصابين محمّلين بما خف وزنه وغلا ثمنه من ممتلكات ضحاياهم.