«كنوز الإسلام في إفريقيا.. من تمبكتو إلى زنجبار»، هو عنوان المعرض الذي افتتح أمس الخميس 17 أكتوبر بالرباط ويستمر إلى 25 يناير 2020. وسيكون بإمكان المواطنين زيارة ثلاثة مواقع للمعرض مجانا، في كل من متحف محمد السادس، وقاعة باب الرواح و الباب الكبير للأوداية لعيش تجربة سفر عبر زمن يمتد ل 13 قرنا من التاريخ، والاطلاع على أنواع الفنون والآثار والهندسة المعمارية والأنثروبولوجيا التي تجسدها 250 من أعمال فن التراث والفن المعاصر من مجموعات فنية عمومية وخاصة من المغرب وإفريقيا وأوروبا. المعرض ينظم من طرف أكاديمية المملكة، بشراكة مع معهد العالم العربي بباريس، ووزارة الثقافة المغربية، والمؤسسة الوطنية للمتاحف. وعن سياق تنظيم المعرض قال عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، في ندوة صحافية أول أمس بالرباط، إنه يأتي في سياق «التوجيهات الملكية السامية التي أولت اهتماما كبيرا لإفريقيا تنمية وثقافة واقتصادا وتعاونا»، ولهذا أعطت الأكاديمية أولوية كبرى للقارة الإفريقية ضمن برامجها «بهدف رفع الوعي لدى المفكرين والمستثمرين والمنظرين بأهمية الدرس الإفريقي تحريرا للصورة النمطية المتوارثة في ذاكرتهم وتجديدا لرؤيتهم حول إفريقيا». أما جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس، فأشاد باهتمام الملك محمد السادس بالمعارض الثقافية، معتبرا أنه ملك محب للفن والثقافة، واعتبر أَن احتضان العاصمة الرباط لحدثين ثقافيين كبيرين يعكس هذا الاهتمام، الحدث الأول هو معرض «البينيال.. لحظة قبل الكون»، والثاني «كنوز الإسلام في إفريقيا». وأشار لانغ إلى أن الغرب نشأ على صورة غير صحيحة عن إفريقيا التي يتم تلقينها في المدارس ونقلها في الصحف، كالقول إنه لا توجد ثقافة مكتوبة في إفريقيا جنوب الصحراء، وإن هناك فقط ثقافة شفهية، مشيرا إلى أهمية الثقافة الشفهية، مشيرا إلى أن تومبكتو مثال حي على الكتابات التي تختزنها الصحراء، كما ساد الاعتقاد بأنه لم تكن هناك دولة في هذه المنطقة، لكن تبين أنه كانت هناك دول وإمبراطوريات بتقاليدها في الحكم. من جهته عبر مهدي قطبي مدير مؤسسة متاحف المغرب، عن سعادته بالإقبال الكبير الذي عرفه متحف محمد السادس بالرباط مؤخرا، حيث وصل عدد الزوار في فترة وجيزة إلى أزيد من 50 ألف زائر. وأشار إلى أن المغرب يعرف حركية ثقافية كبيرة على مستوى المتاحف، رغم أن تجربة المؤسسة التي يشرف عليها لا تتعدى خمس سنوات. ويتناول المعرض موضوع الثقافة الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء والتعريف بالإنتاج الفني لمجتمعاتها. ويعرض منتجات وتحفا من إفريقيا الغربية والقرن الأفريقي ووادي النيل الأعلى والفضاء السواحلي، لكون هذه الجهات كانت على احتكاك منذ القدم بالعالم العربي الإسلامي الذي كان يسمي هذه المناطق بلاد السودان. ويمكن للزائرين الاطلاع على طرق وصول الإسلام إلى هذه المناطق في القرن الثامن الميلادي، ويتناول الطقوس الدينية في إفريقيا ودور الزوايا الصوفية انطلاقا من القرن الثامن عشر والتاسع عشر. كما يقدم المعرض الإنتاج الفني الإسلامي الإفريقي لجنوب الصحراء، فضلا عن تحف الحرف التقليدية وفن الخط، والهندسة المعمارية.