قررت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان تعطيل المدارس، والجامعات، اليوم الجمعة، بسبب الظروف الراهنة، التي تمر بها البلاد. وجاء ذلك وفق بيان صادر عن الوزارة اللبنانية، أشارت فيه إلى أن القرار اتخذ بسبب مظاهرات احتجاجية تشهدها العديد من المدن في البلاد. ويشهد لبنان، منذ مساء أمس الخميس، احتجاجات في مناطقه كافة، ولا تزال مستمرة، وذلك احتجاجاً على فرض ضرائب جديدة، وعلى الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية في البلاد. كما أقدم المتظاهرون على نصب خيم في بيروت ومناطق أخرى بهدف البقاء في أماكن الاعتصام حتى إسقاط الحكومة، وفق قولهم، ووقعت مواجهات مع القوى الأمنية قرب مقر الحكومة في ساحة رياض الصلح في بيروت. في سياق متصل، قالت وزيرة الداخلية اللبنانية، ريّا الحسن، فجر اليوم، إنّه “لا استقالة لرئيس الحكومة سعد الحريري في الوقت الراهن، لأن الاستقالة لا تحقق أي هدف”. واعتبرت الحسن في حديث لفضائية “الميادين”، التي تتخذ من بيروت مقرًا لها أنّ معظم التظاهرات سلمية “ولدى قوى الأمن تعليمات بعدم التصادم معها.” من جانبه، كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، قال إنه اتصل بسعد الحريري، واقترح عليه ان يستقيلا سويا من الحكومة. كما أن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، قال في بيان إنه اتصل بسعد الحريري، ووليد جنبلاط، كما يجرى اتصالات للتوصل إلى أفضل ما يمكن عمله بعد تدهور الأوضاع. وأشار جعجع، في بيان، إلى أنه بصدد إعادة نظرة شاملة، وكاملة، والتشاور مع الحلفاء في هذا الشأن، لاتخاذ القرار المناسب. وقررت جمعية المصارف الخاصة إقفال المصارف، اليوم، تحسبًا لأي ظروف طارئة. وكان وزير الاتصالات محمد شقير قد أعلن منذ ساعات التراجع عن فرض رسم 20 سنتًا عن كل يوم استخدام خدمة “واتساب”، بعد تظاهرات احتجاجية عمت في المناطقة اللبنانية كافة. وبالتوازي، قالت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية، أمس، إن الرئيس اللبناني، ميشال عون، أجرى اتصالاً بالحريري، وتقرر عقد جلسة مجلس الوزراء، اليوم، في قصر بعبدا الرئاسي بدلاً من السراي الحكومي. يذكر أن الحكومة اللبنانية تواصل مناقشة مشروع موازنة العام 2020. وقال وزير الإعلام، جمال الجرّاح، أمس، إن زيادة الضريبة على القيمة المضافة ستُطبق على مرحلتين، الأولى بنسبة 2 في المائة، عام 2021، و2 في المائة إضافية، عام 2022، لتصبح نسبة الضريبة الإجمالية المطبقة 15 في المائة. كما كان الجراح قد قال إن فرض 20 سنتًا تعادل 6 دولارات لكل مشترك شهريًا على مكالمات تطبيق “واتساب، وغيره من التطبيقات الذكية، أُقرّت في جلسة أول أمس، على أن يبدأ تطبيقها مطلع العام 2020، بما يؤمّن للخزينة العامة 216 مليون دولار سنويًا.