أزمة حقيقية تلك التي عاشها سكان العاصمة الاقتصادية، أمس الأربعاء، بعد إعلان مستخدمي شركة “نقل المدينة”، خوضهم إضرابا عن العمل لأجل غير مسمى، وإلى غاية تلبية مطالبهم؛ وعلى إثر ذلك، دعا عبد العزيز العماري، عمدة الدارالبيضاء، عمال “مدينة بيس” إلى استئناف عملهم، من أجل نجاح المرحلة الانتقالية. ووصف عمدة الدارالبيضاء، في شريط فيديو، تداوله نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، المرحلة، التي يمر منها النقل الحضري عبر الحافلات في الدارالبيضاء ب”المرحلة الحساسة”. وحاول عبد العزيز العماري طمأنة مستخدمي شركة “نقل المدينة”، وقال: “بمجرد استئنافكم العمل، سيتم صرف مستحقاتكم لشهر شتنبر الماضي، قبل بداية الأسبوع المقبل”. وعلاقة بالموضوع ذاته، لفت عمدة الدارالبيضاء الانتباه إلى أنه تم، يوم أمس الثلاثاء، التصويت على شركة ألزا لتدبير قطاع النقل في الدارالبيضاء، والنواحي. وفوجئ سكان العاصمة الاقتصادية، أمس، بخوض حافلات "نقل المدينة"، إضراب عن العمل، ما أثار استياءهم، خصوصا في ظل قلة عدد سيارات الأجرة. وحسب ما عاينه "اليوم 24″، فإن المواطنين وجدوا أنفسهم من دون وسيلة نقل، صباح أمس، إذ عانوا من أجل البحث عن وسيلة نقل لقضاء مصالحهم. وتحولت محطات سيارات الأجرة من الصنف الكبير إلى ساحة عمتها الفوضى، من طرف سائقي “الطاكسيات”، والخطافة. وفي تعليق على الموضوع، قال عزيز زعاف، الكاتب العام لعمال “نقل المدينة”، في حديثه مع "اليوم 24″ إن" المستخدمين يخوضون إضرابا عن العمل في جميع الخطوط”، مضيفا “المستخدمون لم يتوصلوا بعد بأجرتهم، وتم طرد العديد منهم من دون أي سبب لذلك". وأضاف المتحدث ذاته أن "الغرض من الإضراب، والوقفات الاحتجاجية اليومية، التي يخوضوها شغيلة “نقل المدينة”، هو إسماع صوتهم، خصوصا أن هذه الفئة تعاني ظروفا صعبة، يرافقها التأخر في صرف الأجور، بالإضافة إلى عدم تسوية مستحقات الصناديق الاجتماعية، فضلا عن أن المستخدمين لا يعلمون ماذا سيحل بهم بعد أسابيع". يذكر أنه كان منتظرا أن يتم، خلال شهر يوليوز الماضي، فتح أظرفة طلب العروض من أجل اقتناء 700 حافلة، لتأمين النقل بين الدارالبيضاء، والمحمدية، والنواحي، بعد فسخ مجلس مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" العقد مع شركة "مدينة بيس"، غير أنه تم تأجيل ذلك إلى غاية الرابع من شهر شتنبر الماضي، وهو ما لم يتم إلى حدود الساعة. وكان "اليوم24″ قد أشار إلى أنه بعد انسحاب الشركات، التي كانت تنافس شركة "ألزا" على صفقة قطاع النقل في الدارالبيضاء، والنواحي، ظلت "ألزا" الوحيدة، التي ترغب في دخول غمار هذا القطاع الحيوي في أكبر المدن المغربية، خصوصا بعد أن فازت بصفقة النقل الحضري في العاصمة المغربية الرباط، ومدينتي سلا، وتمارة.