بشكل متزامن، أعلنت قيادات حزب العدالة والتنمية عن ثقتها في الفوز بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، في الوقت الذي ردّ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، ضمنيا على رئيس حزب الأحرار من أكادير، أول أمس، قائلا: “إن السياسة والأحزاب لا تصنعهما الأموال أو جهات في الإدارة، بل النضال والمعقول والصراحة”. تزامن ذلك مع تصريحات لنائب الأمين العام في الحزب، سليمان العمراني، لوكالة “الأناضول” قال فيها إن حزبه “سيستمر في قيادة المشهد عبر الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2021″، وهي القناعة التي دافع عنها عبدالعزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة للحزب، في لقاء- مناقشة، أول أمس بالرباط، جمعه إلى جانب ممثلي أحزاب أخرى، قال فيه إن حزبه “سيفوز بانتخابات 2021، وبانتخابات 2026 كذلك”. العثماني ردّ محذرا من تكرار دعم الإدارة وأصحاب الأموال لحزب التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات التشريعية المقبلة، وقال في لقاء بمنتخبي حزبه في جهة أكادير، إنه “شهد في المراحل الأخيرة سقوط نموذج في العمل السياسي، نموذج فبركة الأحزاب السياسية والنفخ فيها، ونموذج النزول في الساحة السياسية بوسائل مالية ضخمة ودعم جهات من الإدارة، والاستقواء على الأطراف السياسية، حتى أنه تشكل فريق قبل الحزب سنة 2008″، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، لكنه أضاف، في تحذير ضمني بخطورة تكرار السيناريو عينه مع حزب الأحرار، “من المهم اليوم، عدم تكرار الأخطاء التي وقعت في وقت سابق”، مؤكدا أن “النموذج الذي أريد له أن يسود في البلاد تكسر على صخرة الوعي، وعي الشعب المغربي أولا، ونضال بنات وأبناء العدالة والتنمية في الميدان ثانيا”، ومضى قائلا: “نحن نؤسس لفكرة، ونتوجه إلى كل من يعنيه هذا الخطاب، لا يمكن أن تكون الحياة السياسية مفيدة للوطن وللمواطنين إلا إذا كانت سليمة، وها هو نموذج أمامكم يسقط بالتطاحنات الداخلية، وبالمشاكل التي لا تنتهي، لماذا؟ لأنه لم يبن على أساس سليم أول مرة”. أما نائب العثماني في الحزب، سليمان العمراني، فقد فسّر ثقته في فوز حزبه بانتخابات 2021 “بما يقوم به حزبه من عمل ويبذله من جهد”، مؤكدا أن “ثقة المواطنين ما تزال قائمة ومصانة، رغم ما يمكن أن يكون لديهم من قلق وانتظارات”. وتابع قائلا: “في 2021 سيكون لدى الحزب حصيلة يمكن أن يخاطب بها المواطنين ويقنعهم، لذلك لا خوف على الحزب”. واعتبر أن المشكل اليوم في المغرب، هو مشكل الثقة، وأضاف موضحا: “اليوم، إن كان من أمر ينبغي أن يؤرق جميع الأحزاب السياسية، فهو سؤال الثقة”، داعيا إلى “تنظيم مناظرة وطنية يكون موضوعها سؤال الثقة، لترسيخ المكتسبات والتداعي لعلاج المشاكل”. وعبّر عبدالعزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة، عن التطلعات ذاتها، مؤكدا “حزبنا لايزال مؤهلا للفوز في انتخابات 2021، لأن البؤس الرديف (يقصد حزب الأحرار) ليس بديلا مقنعا”، وتابع قائلا ل”أخبار اليوم” إنه “إذا لم تتدخل جهات في الإدارة لصالحه، ولم يغرق الانتخابات بالأموال كما فعل سلفه سنة 2016، فلن يحقق أي شيء”. واستبعد أفتاتي أن تكرر الإدارة ” الأخطاء ذاتها”، وتابع “لا بد أنهم أخذوا العبرة بما حدث بعد انتخابات 2016، أقصد ما وقع في الريف، وفي جرادة، وإلا لنتصور كيف كان سيكون الوضع لو نجح “البؤس القديم” في تلك الانتخابات، ثم انفجرت الأوضاع في الريف وجرادة”. وتأتي تصريحات قيادات “البيجيدي” بشأن الفوز بانتخابات 2021 في سياق تنامي الحمى الانتخابية، خصوصا من قبل رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الذي أعلن الأسبوع الماضي من أكادير عن برنامج “100 يوم 100 مدينة” سينطلق يوم 2 نونبر المقبل وسيستمر إلى غاية يوليوز 2020، الغرض منه إعداد البرنامج الانتخابي لحزب الأحرار في أفق 2021.