تتواصل تطورات أول حالة اعتداء على هيئة التعليم لهذا الموسم الدراسي، تلك المسجلة بمدينة فاس، وكانت ضحيتها المفترضة مديرة ثانوية إعدادية قاسم أمين التأهيلية. فقد علمت «أخبار اليوم» من مصدر قريب من الموضوع، أن عناصر الشرطة اعتقلت مؤخرا أم تلميذة واثنتين من قريباتها، اتهمن بالاعتداء على المديرة بداخل مكتبها يوم السبت الماضي، وتسببن لها في جروح على مستوى الوجه، وآلام برأسها بسبب عملية شد خصلات شعر رأسها، تورد مصادر الجريدة. وأضافت المصادر ذاتها، أن المتهمات الثلاث، مثلن في حالة اعتقال يوم الأربعاء الماضي، أمام وكيل الملك بفاس، بعدما استمع المحققون للمديرة عقب مغادرتها للمصحة التي تلقت فيها العلاج، وعززت شكايتها بشهادة طبية تثبت خطورة حالة الاعتداء التي تعرضت له، حيث وجهت النيابة العامة تهما ثقيلة لأم التلميذة واثنتين من قريباتها، تخص «إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه»، و»استعمال العنف ضده مع الإيذاء العمدي»، فيما أمر وكيل الملك بإيداع المتهمات الثلاث رهن الاعتقال الاحتياطي «بسجن بوركايز» بضواحي فاس، في انتظار مثولهن أمام أول جلسة لمحاكمتهن في حالة اعتقال، وذلك أمام الغرفة الجنحية الضبطية – اعتقال، حددت لها المحكمة الابتدائية بفاس جلسة الثلاثاء المقبل ال17 من شهر شتنبر الجاري. واستنادا لما جاء في محاضر الشرطة وشكاية المديرة، كريمة العمراني، بخصوص أسباب الاعتداء الذي تعرض له، قدمت المشتكية للمحققين، نفس الرواية التي سبق لزميلتها، رئيسة فرع فاس للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، خديجة السهبي، أن قدمتها في تصريح سابق ل»أخبار اليوم»، جاء فيها أنها بينما كانت بمكتبها بثانوية إعدادية قاسم أمين التأهيلية بمقاطعة جنان الورد، زارتها صباح يوم السبت من الأسبوع الماضي، سيدة قدمت نفسها للمديرة على أنها أم تلميذة مسجلة بنفس المؤسسة التعليمية، وطلبت من المديرة تمكينها من شهادة المغادرة لطفلتها. غير أن المديرة، كما جاء في تصريحاتها للشرطة والنيابة العامة، طالبت السيدة بضرورة حضور أب التلميذة بصفته والي أمرها المصرح به لدى الإدارة، بحكم أن المراجع القانونية ومذكرات الوزارة، تمنع تسليم أية وثيقة لأي شخص باستثناء والي أمر التلميذ، وهو الجواب الذي لم تستسغه أم الطفلة، والتي تشبثت بالحصول على شهادة مغادرة طفلتها بكون والدها يوجد في حالة سفر، وهو ما دفع المديرة كما قالت للمحققين، أن اشترطت على المتهمة بالاعتداء عليها، إحضار وكالة مفوضة صادرة عن أب التلميذة تخول لها طلب مغادرتها للمؤسسة وسحب شهادة عنها، مما جعل أم التلميذة تفقد صوابها، ودخلت في ملاسنات مع المديرة، قبل أن تعتدي عليها بمساعدة من سيدتين من قريباتها، بالضرب والسب والشتم، إلى أن أغمي على المديرة، كما أوردت في شكايتها. من جهتها، قدمت أم التلميذة المعتقلة معية اثنين من قريباتها، روايتها للحادث، وصرحت للمحققين بأن المديرة رغم علمها بكونها أم التلميذة، رفضت تمكينها من شهادة مغادرة ابنتها للثانوية، بغرض تسجيلها بثانوية أخرى، حيث اشترطت على المديرة، تقول المتهمة المعتقلة، إحضار أب الطفلة أو وكالة مفوضة منه، وهو لم يكن ممكنا لأن الزوج مسافر، وأن ابنتي لا يمكنها البقاء بدون تسجيلها بالثانوية التي اخترتها، لأن الموعد المحدد للعملية سيفوتها، لكن رغم كل التوسلات، تشبثت المديرة بموقفها. واتهمت أم الطفلة المديرة باستفزازها وطردها من مكتبها معية طفلتها، حيث اعترفت المتهمة بدخولها في احتكاك مع المديرة وعراك بالأيدي، لكنها أنكرت تعريضها للضرب المبرح والذي تسبب للمديرة بجروح على مستوى الوجه، وحجتها أن المديرة فعلت ما فعلته، لتوريط أم التلميذة حتى تنسب لها كل التهم الثقيلة التي تواجهها اليوم، بل إن المديرة، كما كشفت المتهمة، ادعت بتعرض أغراضها للسرقة بعد سقوطها مغشية عليها، وهو ما لم تثبته أبحاث الشرطة، تقول أم التلميذة، والتي حاولت إبعاد قريبتيها المعتقلتين معها من خيوط هذه القضية، حينما صرحت للمحققين، بأنهما كانتا بساحة الثانوية ينتظران خروجها من الإدارة. من جانبها، قررت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بفاس، الدخول طرفا في هذه القضية، وتقديم شكاية بجانب شكاية المديرة، في مواجهة المعتديات عليها، حيث سبق للمدير الإقليمي أن أصدر بلاغا، ندد فيه بما تعرضت له زميلته من إهانة و تعنيف من قبل أم التلميذة وسيدتين من عائلتها، ونفس الموقف تبنته النقابات التعليمية المتضامنة مع المديرة، وكذا فرع فاس للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، والذين نبهوا الوزارة والسلطات إلى عودة ظاهرة الاعتداءات من جديد مع الدخول المدرسي الحالي، والتي تستهدف كما يقولون، الأطر التربوية والإدارية، مما جعلهم يطالبون بتوفير الأمن بداخل المؤسسات التعليمية وخارجها، بحسب بلاغات المتضامنين مع مديرة ثانوية قاسم أمين بفاس.