فاجعة تارودانت، مأساة تستمر منذ يوم الأربعاء الماضي، وإلى حدود الساعة، في كشف ما يعتبره المتتبعون “استهتارا بأرواح المواطنين”، و”إخلالا بالقواعد التي تؤطر البناء والتعمير”، محملين المسؤولية للسلطات المحلية في إقليمتارودانت، والمناطق المحيطة بالوادي الموسمي. فبعد أن انتشر فيديو يوثق الفاجعة التي أودت بحياة سبعة من المشجعين خلال نهائي دوري لكرة القدم بملعب دوار “تيزيرت”، في الساعات الأولى من اختفائه تحت مياه الوادي، التي اعتادت المرور في طريقها الموسمي الذي يصعب نسيانه، حسب قوانين الطبيعة. ظهر فيديو جديد، اليوم الجمعة، يوثق لحظات غرق مؤسسة تعليمية تم تشييدها بمحاذاة مجرى نفس الوادي، في جماعة “إمي نتيارت”. وفي حديث مع “اليوم 24″، أكدت مُدَرِّسة في مؤسسة “إسكان” التعليمية، أنها ليست المرة الأولى التي تغمر مياه الوادي المؤسسة المذكورة، إذ شهدت شخصيا العام الماضي نفس مشهد اليوم، بعد أن أغرقت مياه الوادي المؤسسة التعليمية، دون أن يتم الإلتفات إلى الوضع المأساوي. وأضافت المتحدثة ذاتها، أنه بالإضافة إلى مدرسة “إسكان”، تتموقع أعداد من المؤسسات التعليمية في مسار الوادي، الذي يستيقظ مرارا وتكرارا، وهو ما تؤكده صور يتداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مدارس شُيّدت بمحاذاة مجاري الوديان بين شِعاب ضواحي تارودانت. وعكس تصريحات عامل إقليمتارودانت، الذي قال في حديثه مع المواطنيم وبعض المسؤولين، إن “الوادي لم يصل إلى المنطقة منذ حوالي 60 عاما”، نفت فيديوهات أعيد لفت الانتباه إليها، بعد أن كانت قد نُشرت في السادس من غشت عام 2018، تصريحات المسؤول، وأظهرت هي الأخرى سيول مياه الوادي تغمر الملعب ذاته قبل إعادة ترميمه. يذكر أن السيول الجارفة، التي غمرت ملعب تيزيرت، في دائرة إغرم، ضواحي تارودانت، قد أودت بحياة سبعة أشخاص؛ منهم ستة مُسنّين وشاب واحد، فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقودين، حسب السلطات المحلية، التي استعانت بأجهزة الوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي، والطائرات المروحية خلال عملية البحث، وانتشال ضحايا الفاجعة. صورة تظهر مؤسسة تعليمية تم تشييدها في مجرى وادي بتارودانت