على بعد أسابيع من بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، يَدعو إلى عدم المغالات في تخصيص ميزانيات للاحتفالات بالذكرى العشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، والذي قال إنه “ستجري وفق العادات والتقاليد المعتمدة”، عادت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، يوم الثلاثاء، لتنقل قرار الملك محمد السادس القاضي بتوقيف الاحتفال الرسمي بالقصر الملكي بعيد ميلاده، والذي جرت العادة أن يقام كل 21 غشت من كل سنة. “عيد الشباب” الذي يحتفل فيه الملك محمد السادس بذكرى ميلاده، ظلت المؤسسة الملكية تُخصص لها عادةً وطقوسا معينة، إذ يجري القيام باستعراضات جوية واحتفالات في أرجاء عمالات المملكة، ويستقبل قادة ومشاهير، إذ يبدو أن هذه الاحتفالات تكلف ميزانية مهمة، وعن هذا، قال المحلل السياسي حفيظ الزهري في تصريح ل”اليوم24″ إن الملك محمد السادس يسير في إرساء عهد جديد يتعلق بطرح “الملكية المواطنة” وهو ما يُبين خفض احتفالات عيد العرش، إضافة إلى إلغاء الاحتفال بعيد ميلاد الملك مما يُترجم إلى جانبيين، الجانب السياسي والجانب الإقتصادي. وعن الجانب السياسي، قال الزهري، هو دعوة صريحة إلى كافة المؤسسات إلى ترشيد النفقات والإلتزام بالأسس فقط، إضافة إلى أن أطياف سياسية كثيرة، ما فتئت تستغل “الاحتفالات الملكية” في أجندتها السياسية وتبلورها لخدمة مصلحة سياسية أو حزبية ضيقة. وتابع الزهري “الجانب الأقتصادي يتعلق بتخفيض الميزانيات”، مشيرًا إلى أن ميزانية الاحتفالات بعيد العرش على مستوى العمالات والأقاليم تُكلف وزارة الداخلية وباقي المؤسسات موارد ضخمة، لذلك أرتأى الملك أن الاحتفال بهذه المناسبة بطريقة عادية، إضافة إلى أن الاحتفال بعيد ميلاد الملك يُكلف أيضًا ميزانية ضخمة، إذ تجري إقامة مأدب عشاء وغذاء وتمويل سفريات لقادة وزعماء ومسؤولين كبار من مختلف دول العالم الذين يُشاركون في هذه الاحتفالات، وبتالي فإن إلغاءها يعني “ترشيد النفقات” وهو ما يعني رسالة لكافة المؤسسات للسير على نفس النهج. وفيما إذا كانت هذه الإجراءات الجديدة، تفتح الطريق نحو تخفيض ميزانية البلاط الملكي في قانون المالية العام المقبل، قال الزهري، ربمَا هناك إشارة إلى هذا الأمر، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك، فإن ميزانية البلاط تُقدم موارد ذات أهمية كسفريات الملك وبرتوكولات القصر، وتظل هذه الإجراءات الجديدة، دفعة نحو إرساء “العهد الجديد” وهو ما أوضحه الملك بنفسه، خلال خطاباته الأخيرة، والمتعلقة بما أطلق عليه “الملكية الوطنية والمواطنة”. وقال الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى ال20 لتربعه على العرش، إن المرحلة الجديدة، التي نحن مقبلون عليها، حافلة أيضا بالعديد من التحديات والرهانات الداخلية والخارجية، التي يتعين كسبها.