اعتبر محمد شقير، المحلل السياسي، في حوار ل »فبراير »، أن بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة الذي أكد على ضرورة الاحتفال بالذكرى ال20 لتربع الملك محمد السادس على العرش ب »طريقة عادية وبدون مظاهر إضافية أو خاصة » ما هو إلا محاولة لحث الإدارات المغربية على ترشيد النفقات وتوفير مصاريف احتفالات عيد العرش في حدود معينة، خصوصا وأن « الوضع المادي للدولة المغربية، بات يعرف بعض الهشاشة، بسبب تراكم الديون الخارجية عليها »، على حد قوله وزاد شقير، في تصريحه ل « فبراير »، معلقا على البلاغ المذكور، بأن صدوره في هذا التوقيت « ليس عبثا »، قائلا إنه « تم إصدار البلاغ قبل شهر ونصف من عيد العرش، وهذا يؤكد حرص الملك على توجيه المؤسسات العمومية وإعلامها، منذ الآن حتى لا تعد لهذه المناسبة بشكل باذخ، وتبذر فيها أموال النفقات العمومية »، كما أبرز أن الاستعدادات لهذا العيد، تستبق الحدث بشهر أو أكثر. أما بخصوص ما إذا كان التوجيه الملكي يعتبر « سابقة » في تاريخ المغرب، كما لاحظ ذلك مجموعة من المراقبين، أكد شقير أن ذلك ليس صحيحا، « إذ سبق للملك محمد السادس، في بداية حكمه، أن نادى بضرورة الاحتفال بعيد العرش بشكل عادي جدا، مع تحويل مصاريف الاحتفال إلى بعض الأعمال والمشاريع الاجتماعية »، ولفت إلى أن الاحتفال بعيد العرش الذي كان قد صادف رمضان، في السنوات الماضية، « تم أيضا بطريقة عادية، وخرج الملك فيه إلى شعبه ليحييه في حلة بسيطة، في غياب أي احتفال باذخ »، على حد قوله، لكن السابقة في هذا الصدد، بالنسبة لشقير، هي « التحدث عن هذا الأمر في بلاغ رسمي، وبصريح العبارة ». في مقابل ذلك، يرى الخبير السياسي أن البلاغ « يبقى عاديا، تخبر فيه وزارة التشريفات والأوسمة مختلف المؤسسات بضرورة الاحتفال بمناسبة عيد العرش وفق التقاليد المعمول بها، وفي جو احتفالي، لكن هذه المرة في مظهر بسيط ومتواضع بعيد عن مظاهر الفخامة، ترشيدا لمصاريف ونفقات السيادة »، على حد قوله، معتبرا أن هذا البلاغ ليس أمرا بقدر ما هو توجيه، يمكن للإدارات أن تعمل به، كما يمكنها أن تحتفل، كما تريد، بهذه المناسبة ». يشار أن بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أكد أن الاحتفالات بالذكرى العشرين لتربع الملك محمد السادس، على العرش، ستتم وفق العادات والتقاليد الجاري بها العمل، وذلك على غرار السنوات السابقة، ودعا البلاغ مختلف المؤسسات والهيئات والفعاليات الوطنية لتخليد هذه المناسبة السعيدة بطريقة عادية، « دون أي مظاهر إضافية أو خاصة ».