قال محمد شقير، المحلل السياسي، إن الملك في شخصيته وأسلوب حكمه يتبنى دائما مبادئ البساطة، ويحاول التقليل من مظاهر البذخ والترف التي كان يعتمدها أجداده في الاحتفالات، ولهذا السبب قرر تعطيل الاحتفالات بعيد الشباب ابتداء من هذه السنة. وزاد المحلل السياسي، في تصريحه لموقع « فبراير »، تعليقا على بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أن الملك « سبق أن ركز في مجموعة من الخطب التي ركزعلى مسألة تقليل مظاهر الاحتفال، كما أن وزير الداخلية السابق قد أعلن في مناسبات عدة عن وجوب استغلال مصاريف الاحتفالات في مشاريع اجتماعية، وهذا موقف الملك أيضا منذ توليه الحكم »، على حد قوله. وأبرز شقير أن أسلوب الملك البسيط، لا ينسجم مع محيطه، ففي الوقت الذي يرغب فيه الملك تقليل مظاهر الاحتفال، لا يزال محيطه يحافظ عليها، ضاربا المثل بإلغاء تقبيل يد الملك في استقبال إداريي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، غير أن التلفزيون الرسمي لم ينقل هذا الحدث. من جهة أخرى، أفاد شقير أن الملك محمد السادس لا يحتاج مظاهر احتفالية لتقوية نفوذه وشخصيته، كما كان يفعل أسلافه الذين كانوا يكرسون مظاهر السلطوية، مضيفا « محمد السادس له أسلوبه الخاص، يعمل في صمت ولا يحب المظاهر او الاحتفالات الخاصة، وحتى السياق العام، والشباب تحديدا، أصبحوا يعبرون عن رفضهم لمظاهر الفخامة علنا في « فيسبوك »، والملك تفاعل بشكل إيجابي مع دعواتهم ». كما يرغب الملك، حسب شقير، في « تقليل مصاريف الدولة، وعدم تبديرها في الاحتفالات، وقد « دعا لذلك في ما يخص الاحتفالات بعيد العرش أيضا، والتي مرت بشكل سريع في الذكرى العشرون »، مبرزا أنه أعطى إشارة للتقليل من هذه المصاريف « خصوصا وانها تأتي بشكل متزامن مع ثورة الملك والشعب وعيد الشباب ». يشار أن بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أعلن أن الملك محمد السادس اتخذ في سابقة فريدة من نوعها، قرارا يقضي بتعطيل الاحتفال بعيد ميلاده، ابتداء من هذه السنة. وجاء في بلاغ وزارة القصور: .تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، أصدر أمره المنيف بأنه سوف لن يقام، ابتداء من هذه السنة، الحفل الرسمي بالقصر الملكي احتفاء بعيد ميلاد جلالته السعيد والذي جرت العادة إقامته يوم 21 غشت من كل سنة ».