بعد المأساة الأليمة التي راحت ضحيتها طفلة “هبة” احتراقا، في منطقة سيدي علال البحراوي، بإقليم الخميسات، ساءلت “حركة ولاد الدرب”، أمس الخميس، المدير العام للوقاية المدنية، حول أسباب عدم وصول رجال المطافئ في الوقت المناسب، وعدم محاولة صعودهم إلى النافذة، وتكسير السياج الحديدي من أجل إنقاذ الطفلة هبة. وقالت “حركة ولاد الدرب”، في رسالتها، التي توصل “اليوم 24” بنسخة منها، إن عدم حضور عناصر الوقاية المدنية، إلا بعد مرور أكثر من ساعة على اندلاع النيران، “وصمة عار” على جبين كل المتدخلين في حقل النجدة، والإسعاف في المغرب، خاصة بعد أن تسبب التأخر في وفاة الطفلة هبة، التي بقيت تصارع النيران وحدها، تستغيث من شباك المنزل، إلى أن احترقت في مشهد مرعب اهتز له كل المغاربة. وتساءلت الحركة، في رسالتها الموجهة إلى المدير العام للوقاية المدنية، حول “غياب التواصل مع الرأي العام الوطني حول حيثيات، وظروف وملابسات الحادث”، وعن الأسباب التي حالت دون وصول رجال المطافئ في الوقت المناسب، أخذا بعين الاعتبار شهادات السكان ممن حضروا الفاجعة بخصوص الاتصالات المتكررة. كما استفسرت مدير الوقاية المدنية، عن “الوضعية الكارثية للشاحنة التي وصلت إلى عين المكان، وانعدام الضغط الكافي للماء كي يصل نقطة الحريق”، فضلا عن وضعية المعدات المستخدمة في نجدة المواطنين المغاربة، والترتيبات التقنية حول طريقة التقاط المكالمات حسب التوزيع الجغرافي، ونسبة تغطية عناصر الوقاية المدنية، ومعداتهم اللوجيستيكية للأقاليم والمدن، مشيرة إلى أن هناك “غياب لجميع أشكال التواصل الرقمي بما فيها الموقع الرسمي والحساب الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي”. يذكر أن مأساة "هبة" وثقتها عدسات كاميرا الهواتف، في سيدي علال البحرواي ضواحي مدينة الرباط، الأحد الأخير، بدأت قصتها عقب اندلاع حريق داخل شقة سكنية، حاصر الطفلة في نافذة من سياج حديدي، قبل أن تنال من جسدها الصغير ألسنة النيران، التي لم ينج من قساوتها إلا ساقين تطلان من السياج. وأفاد شهود عيان في حديث مع "اليوم 24″، بأن النيران اندلعت في الخامسة مساء، حيث تم إجراء عشرات الاتصالات بالوقاية المدنية، دون رد، لينتقل المواطنون أمام هذا الوضع، الذي استمر وقتا طويلا، إلى مركز الوقاية المدنية، قبل أن يكتشفوا "عدم اكتراث العناصر لنداء الاستغاثة، والاستمتاع بلعب أوراق الرامي"، حسب ما نقله الشهود للموقع. هذا ونفت وزارة الداخلية، في وقت سابق، من أمس الخميس، تسجيل فرقة الوقاية المدنية التابعة لثكنة سيدي علال البحراوي، أي تأخير في الاستجابة لطلب الإغاثة، “حيث لم تتجاوز المدة الإجمالية للتدخل، بعد إشعارها بالحريق، سبع دقائق”، وذلك بعد إيفادها لجنة مركزية من المديرية العامة للوقاية المدنية، إلى مركز الوقاية المدنية بالمنطقة المذكورة من أجل القيام ببحث وتحقيق معمقين في الحادث المؤسف. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن “شاحنة الوقاية المدنية كانت مملوءة بالمياه، وهو ما تم توثيقه ببعض مقاطع الفيديوهات التي سجلت بعض مقاطع التدخل التي تبين استعمال المياه في عملية الإخماد”، مضيفة أنه عند وصول فرقة الوقاية المدنية إلى مكان الحادث، “كان الجزء العلوي من جسم الطفلة محاصرا بألسنة اللهب وبالدخان، وهو ما يمكن أن يتسبب في اختناقها قبل وصول ألسنة اللهب إليها”. وأشار المصدر ذاته إلى أن بعض الأشخاص الذين كانوا متواجدين، بمكان الحريق “قاموا بعرقلة أفراد الوقاية المدنية عن القيام بتدخلهم، حيث منعوا سائق الشاحنة من زيادة ضغط المضخة، وهو ما تسبب في ضعف ضغط المياه الموجهة من الراميات”، فضلا على أن شاشات هواتف الشهود الذين يتهمون تأخر فرقة الوقاية المدنية، يضيف البلاغ، “تفند ادعاءاتهم، حيث إن أوقات التبليغ كانت جلها بعد توقيت خروج فرقة الوقاية المدنية من الثكنة”. كما أوضح تقرير اللجنة، المكلفة بالتحقيق من قبل الوزارة، أنه تم إشعار مصالح الوقاية المدنية التابعة لسيدي علال البحراوي بنشوب حريق في الشقة السكنية، على الساعة 17 و13 دقيقة مساءً، من خلال أول اتصال من طرف شخص يشتغل في مقهى مجاور لمكان الحريق، الذي أبلغ صديقا له من الوقاية المدنية، قبل أن يشعر بدوره مركز تلقي الاتصالات بالثكنة الموجودة في منطقة الحادث.