بعد زيارة تضامنية، استهدفت قرية في ضواحي تارودانت، خلال الأيام القليلة الماضية، لقيت استحسانا من شريحة واسعة داخل المجتمع المغربي، كما لقيت استهجانا في الوقت ذاته، تصل زيارة السائحات البلجيكيات للمغرب إلى نهايتها اليوم. وغادرت المتطوعات إلى بلجيكا، اليوم الخميس، عبر مطار مراكش، بعدما لفتن الانتباه خلال زيارتهن، بمساهمتهن في تعبيد طريق نائية، وترميم مدرسة، في دوار أضار نوامان، ضواحي إقليمتارودانت، وهو ما صحبه ضجة واسعة في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حول لباسهن الصيفي خلال قيامهن بالعمل التطوعي داخل منطقة محافظة. كما أظهرت صورٌ الشابات البلجيكيات اللواتي حللن بالمغرب في إطار مشروع للتبادل الثقافي، بلباس الملحفة المغربي الذي تتميز به دواوير الإقليم، في إشارة منهن إلى التسامح بين الثقافات، في الوقت الذي انتشرت فيه صور أخرى تبرز تسامح سكان القرية التي حللن فيها، وأصل الطبائع المغربية، من خلال استضافتهن من قبل شيوخ القرية على مأدبة غذاء. وكانت جمعية "بورود" البلجيكية، حذرت مواطني بلدها من الذهاب إلى المغرب، لا سيما عقب الضجة المذكورة، والتعليقات التي تحمل تهديدا بالقتل في حق السائحات المتطوعات، مؤكدة أنها ستلغي جميع البرامج التي كانت مبرمجة سابقا، بعد تشاورها مع وزارة الشؤون الخارجية البلجيكية. وأوضحت الجمعية البلجيكية، في بلاغ أمس الأربعاء، أن ثلاث من أصل 37 من المتطوعين الذين حلوا بالمغرب، يريدون العودة إلى بلدهم خوفا من إعادة سيناريو “شمهروش”. يذكر أن تدوينة على "فايسبوك"، في هذا الشأن، تسببت في اعتقال مدرس، في مدينة القصر الكبير، بعدما طالب ب"قطع رؤوس" الأجنبيات، "ليصبحن عبرة لكل من سولت لهن التطاول على مبادئ الدين الحنيف"، حسب تعبيره، حيث تم توقيفه بتهمة "التحريض على ارتكاب أعمال خطيرة"، ضد السائحات الأجنبيات، وفق بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أول أمس الثلاثاء، أكد أن مضمون التدوينة "يتضمن جرائم مرتبطة بقضايا الإرهاب والتطرف".