بعدما أثار لباسهن الصيفي جدلا في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أظهرت صور الشابات البلجيكيات اللواتي حللن بالمغرب في إطار مشروع للتبادل الثقافي، بلباس الحايك المغربي الذي تتميز به ضواحي مدينة تارودانت. وأثارت مبادرة أطلقتها مجموعة فتيات من بلجيكا، لتعبيد طريق، وترميم مدرسة، في دوار أضار نوامان، ضواحي إقليمتارودانت، جدلًا في الأوساط المجتمعية، وحتى السياسية، بين تأييد للمبادرة، وبين انتقادات لملابس المتطوعات، بلغت حد الدعوة إلى أعمال عنف ضدهن. وتسببت تدوينة على "فايسبوك" في اعتقال مدرس، في مدينة القصر الكبير، بعدما طالب ب"قطع رؤوس” الأجنبيات، “ليصبحن عبرة لكل من سولت لهن التطاول على مبادئ ديننا الحنيف"، حسب تعبيره، حيث تم توقيفه بتهمة "التحريض على ارتكاب أعمال خطيرة"، ضد السائحات الأجنبيات، وفق بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أمس الثلاثاء، أكد أن مضمون التدوينة "يتضمن جرائم مرتبطة بقضايا الإرهاب والتطرف". وتجاوز الجدل المدونين، إلى الوسط السياسي، بانتقاد برلماني عن حزب العدالة والتنمية، ظهور السائحات الأجنبيات اللواتي تطوعن لتعبيد طريق نائية، بملابس “غير محتشمة”، متسائلا “متى كان الأوروبيون ينجزون الأوراش بلباس السباحة؟”. وذكر علي العسري، أن الجميع يعرف “مدى تشدد الأوروبيين في ضمان شروط السلامة عند كل أوراش البناء والتصنيع، للحد الذي لا يسمح فيه للزائر بولوج أي مصنع أو ورش، صغر أو كبر، دون لبس وزرة سميكة، تغطي كل الجسد، مع خوذة للرأس ومصبعيات اليد، ولا يتساهلون في ذلك تحت أي ظرف من الظروف”، مستغربا قيام “شابات بلجيكيات مجتمعات، بورش للتبليط، كأنه متفق عليه، بلباس يشبه لباس البحر، علما أن مادة الإسمنت معروفة بتأثيرها الكبير على الجلد، تسبب له حساسية وحروقا إذا لامسته”. وقال برلماني “البجيدي”، في حديث مع “اليوم 24″، إن تدوينته التي أثارت جدلا واسعا، "بريئة من أي تطرف، أو أي تأويل مغرض"، مضيفا أنه رغم الضجة التي أحدثتها تدوينته، رفض تعديلها، لأن وجهة نظره واضحة، بحسب تعبيره. وأفاد المستشار البرلماني، علي العسري، أن هدفه من التدوينة هو حماية السائحات الأجنبيات، مبررا ذلك، بانه أشار إلى "نوعية لباسهن، لأن مادة الإسمنت معروفة بتأثيرها الكبير على الجلد، إذ تسبب له حساسية وحروقا إذا لامسته"، موضحا أنه "لم يصدر من خلال تدوينته أي حكم أو تحريض أو استنكار لطريقة لباس الأجنبيات". وكانت تدوينة المستشار البرلماني أثارت جدلا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر الكثيرون عن استيائهم من محتوى التدوينة، لاسيما تساؤله عن "هدف السائحات من لباسهن العاري في منطقة محافظة"، قبل ظهور الأخيرات، بلباس الحايك المحتشم وفق تقاليد المنطقة التي تواجدن فيها. يذكر أن السائحات الأجنبيات، اللواتي أظهرت صور تطوعهن لتعبيد طريق، وترميم مدرسة، حللن بالمغرب، قبل بضعة أيام، في إطار مشروع للتبادل الثقافي يجمع بين شباب منظمة بلجيكية، وجمعية محلية بدوار أضار نوامان، ضواحي إقليمتارودانت.