في صورة حميمية، برموز سياسية، ظهرت الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، التي تخوض معركة قضائية ضد زوجها حاكم دبي في لندن، مع شقيقها الأمير علي بن الحسين، مختزلة عشرات المعاني، خاصة عقب أول تعليق رسمي من مسؤول إماراتي على حادثة هربها. ونشر الأمير علي، أول أمس الأربعاء، عبر صفحته الرسمية في تويتر، صورته مع شقيقته الأميرة، وعلّق عليها قائلا: “اليوم مع أختي وقرة عيني هيا بنت الحسين”، ويعد ذلك هو الظهور الأول للأميرة هيا منذ بدء المحاكمة. صورة قد تظهر عادية للكثيرين، لكن الصور السياسية عامة برمزيتها، وقوتها، قد تغيّر حكم دولة كاملة، وقد توَثر في العلاقات بين دولتين، فالملابس التي ترتديها هيا، وعلم الأردن على كتفها، ووجود الأمير الأردني علي بن الحسين، هو بالذات من بين كل أفراد العائلة الحاكمة، والرضى البادي على محيّاه، مطمئنا شقيقته، فضلا عن الحميمية بينهما، والخلفية في الصورة، التي تظهر حاكم الأردن بزي عسكري. كلها رموز لم تكن لتظهر عبثا، وقد يكون وجود الأمير علي إلى جانب هيا، وحده كافيا لبعث رسالة تعبّر عن القوة التي تستند إليها الأميرة، وتؤكد الوحدة والترابط داخل العائلة الأردنية. وتأتي الصورة بعد ساعات من أولى جلسات محكمة العدل الملكية في لندن، يوم الثلاثاء، والتي تقدمت فيها الأمير هيا بنت الحسين، بطلبي حمايتها من "الزواج القسري"، وحضانة طفليها، وعدم التعرض بالإساءة، بينما طالب فيها محامو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإعادة الطفلين إلى الإمارات. كما حظيت الصورة بتفاعل كبير على موقع “تويتر”، ولقي موقف الأمير علي من شقيقته، تأييدا واسعا من الأردنيين، مؤكدين أن وقوفه معها يؤكد على وحدة وترابط العائلة في الأردن. ويرى ناشطون أن الصورة قد تخلق أزمة سياسية بين العائلتين الحاكمتين في الأردنوالإمارات، في أعقاب أول تعليق رسمي من مسؤول إماراتي على حادثة هرب الأميرة هيا، قال من خلاله الأكاديمي والمستشار المقرب من النظام الإماراتي الحاكم، عبد الخالق عبد الله، إن: “الأميرة العاقلة والمحترمة بنت الأصل، والأصول، لا تهرب ولا تخطف ولا تختفي، ولا تنكر الجميل، وحتما لا تكسر خاطر من أكرمها وأعزها، وأحبها، وأمنها، وائتمنها على أبنائه، ورفع قدرها ونصبها أميرة الأميرات”. وتزوجت الأميرة هيا من الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي، في أبريل 2004، وهي زوجته السادسة، ويكبرها ب23 عاماً. وغادرت الأميرة إلى ألمانيا سراً، مع طفليها، في شهر ماي الماضي، بمساعدة دبلوماسي ألماني، حيث طلبت اللجوء ورفعت دعوى الطلاق، قبل انتقالها إلى بريطانيا. يذكر أن علي بن الحسين بن طلال، رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، ورئيس اتحاد الأردن لكرة القدم، تولى عدة مناصب عسكرية، وعمل في الحرس الملكي الأردني في الفترة ما بين 1999، و 2008. قبل أن يتولى مهمة تشكيل، وتأسيس المجلس الوطني للأمن. وإدارة الأزمات، كما أنه تسلم أكثر من مرة منصب نائب الملك خلال أسفاره، بالإضافة إلى أنه هو مؤسس المشروع الأسيوي، لتطوير كرة القدم عام 2012. ويرأسه منذ التأسيس.