أموال الدعم الإسباني تتقاطر على المغرب بشكل مباشر أو غير مباشر مكافأة له على نجاحه في تخفيف ضغط الهجرة السرية نوعا ما على السواحل الجنوبية للجزيرة الإيبيرية، بنسبة 27 في المائة تقريبا خلال النصف الأول من هذه السنة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، رغم أن أعداد “الحرّاكة” المغاربة لم يتراجع، بل اقتصر هذا التراجع على الآتين من إفريقيا جنوبا الصحراء، الجاعلين من المغرب منصة للعبور إلى الفردوس الأوروبي. وعلى غير المتوقع، من المنتظر أن تكون الحكومة الإسبانية صادقت يوم أمس الجمعة على تخصيص دعم مالي جديد بقيمة 30 مليون أورو للمغرب لمواجهة تكاليف ومصاريف مراقبة الحدود البحرية التي يخرجُ منها المهاجرون صوب إسبانيا. لكن الجديد في هذا الدعم هو أنه لا يدخل في إطار الدعم المالي الأوروبي الإضافي الذي خصص للمغرب بقيمة 140 مليون أورو نهاية السنة المنصرمة، بل هو دعم إسباني خالص اسْتُخلِصَ من ميزانية صندوق الطوارئ وسيُضخُ مباشرة في خزينة الدولة المغربية دون الحاجة إلى المرور عبر بعض المؤسسات الحكومة أو غير الحكومية، التي تتكلف أحيانا بصرف ومراقبة مصير بعض الأموال كما هو الحال مع 50 في المائة تقريبا من الدعم المالي الإضافي الأوربي. صحيفة “إلباييس” المقربة من الحكومة الإسبانية الاشتراكية أكدت أن مبلغ 30 مليون أورو هو عبارة عن دعم للمغرب لوقف زحف الهجرة السرية، وسيخرج من صندوق الطوارئ المخصص للكوارث الطبيعية المفاجئة داخل التراب الإسباني، أو لتمويل العمليات العسكرية في الخارج، لكن هذه المرة سيوجه لتغطية جزء من “نفقات السلطات المغربية في إطار التعاون مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي، في مراقبة الحدود ومكافحة الهجرة غير النظامية، التي تجعلها من السواحل الإسبانية وجهتها”. وستذهب هذه الأموال بالضبط لتغطية نفقات الوقود، وصيانة معدات الدوريات البرية والبحرية، والوجبات الغذائية، والمبيت، وتعويضات رجال الأمن عن التنقل. هذا الدعم المباشر يأتي بعد مصادقة مجلس الوزراء الإسباني في الخامس من الشهر الجاري على تقديم هبة للمغرب قيمتها 26 مليار أورو، لتشجيعه على منع خروج المهاجرين من سواحل المملكة ومحاربة مافيا تهريب المهاجرين؛ لكن هذا الدعم لن يضخ في ميزانية الدولة نقدا، بل سيكون عبارة عن مركبات وشاحنات. إذ سيوجه لشراء 384 مركبة وشاحنة ستقوم الحكومة الإسبانية بتسليمها لوزارة الداخلية المغربية. هذا الدعم اللوجيستكي مخصص بالضبط لشراء عربات رباعية الدفع، وسيارات إسعاف، وشاحنات مختلفة. وينقسم الدعم إلى سبع حصص: الحصة الأولى موجهة لشراء 230 عربة رباعية الدفع بقيمة 13.8 مليون أورو؛ ثانيا، 10 مركبات رباعية الدفع للإسعاف بقيمة 520 ألف أورو؛ ثالثا، 100 مركبة رباعية الدفع من طراز بي كوب بقيمة 5.5 مليون أورو؛ رابعا، 10 شاحنات صهريج المياه رباعية الدفع بقيمة 1.65 مليون أورو؛ خامسا، 8 شاحنات صهريج البنزين بقيمة 1.32 مليون أورو؛ سادسا، 18 شاحنة منصة رباعية الدفع بقيمة 2.61 مليون أورو؛ سابعا، 8 شاحنات التبريد ب600 ألف أورو، حسب صحيفة “إلباييس” وتقارير إعلامية إسبانية أخرى.