بدأ سباق السرعة النهائية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، حيث يسعى كل طرف إلى اكتشاف قوته على الأرض، ثم استعراضها في المعركة التي تسبق المؤتمر الذي نودي عليه في آخر شهر شتنبر المقبل، من لدن “تيار المستقبل”. يجري ذلك، دون أن تظهر مؤشرات جدية لإجراء صلح بين الطرفين. هذا التيار بدأ الآن خطة جديدة لقطع أي امتداد قد يكون لجناح حكيم بنمشاش، الأمين العام للحزب، داخل الجهات. ويسمي قادة التيار هذه المعركة ب”عملية أقفال الجهات”، وهي خطة تتوخى إضعاف بنشماش معنويا قبل أي شيء آخر. أول جهة معنية بهذه الخطة هي جهة الصحراء التي قدمها بنشماش على أنها في جيبه، عندما أجرى لقاء مصالحته مع إبراهيم الجماني، أحد أعيان الصحراء، الذي تورط في دفعه ومهاجمته نطحا في وقت سابق. “تيار المستقبل”، وردا على ذلك، سيقيم غدا الأربعاء، بحسب قيادي فيه، لقاء كبيرا في مدينة العيون سيعلن فيه عن حجم قوته التي يؤكد قادة “تيار المستقبل” أنها ستكون حاسمة في الجدل حول من له الأفضلية في الصحراء. وهذا جزء فقط من خطة التيار، فمن المنتظر أيضا أن يعقد لقاء تواصلي في مدينة بني ملال، يحشد له رئيس مجلس الجهة، إبراهيم مجاهد الذي قام بنشماش بإقالته من منصبه كمنسق جهوي للحزب هناك. ويتوقع أن يكون هذا اللقاء فرصة للتيار لإظهار قوته في هذه الجهة. فاطمة الزهراء المنصوري بدورها تحشد إلى لقاء كبير في مراكش. المنصوري تعارض خطط بنشماش، وأعلنت بشكل رسمي تزكيتها لتحركات “تيار المستقبل”. وتعد جهة مراكش-آسفي، جهة مضمونة لتيار المستقبل، لأن أبرز قادته ينحدرون من هناك، باستثناء أحمد التويزي في إقليمالحوز، لكنه فقد مؤخرا سلطته هناك بعدما أعلن كافة رؤساء جماعات حزبه في الإقليم عن تأييدهم للتيار. وسينتقل التيار أيضا في هذه الخطة الواسعة، إلى جهة الشرق، حيث من المقرر عقد لقائين في مدينتي جرسيفوالعيون الشرقية في وقت لاحق من هذا الشهر. وهناك لدى التيار قوة كبيرة يستمدها من هشام الصغير، أحد المسؤولين البارزين في الحزب هناك، بينما ما يزال عبد النبي بعيوي، رئيس الجهة، لم يحسم موقفه بعد حتى الآن. ولا تُستثنى منطقة الريف من هذا المخطط، لكن بحسب مصادر من قيادة التيار، فإن اللقاء المفترض أن يعقد بمدينة الحسيمة، يجري الترتيب له بمعية محمد بودرا، رئيس جماعة الحسيمة، الذي كان يعتقد بأنه من أنصار بنشماش. لكن تيار المستقبل لا يرى ذلك، بل وذهب أبعد، حيث قال قيادي إن هذا التجمع في الريف سيستدعى إليه بنشماش أيضا، في سياق حرص هؤلاء على إظهار أن منطقة الريف لا يجب أن تكون منصة لتسوية الخلافات الداخلية للبام، لاسيما أن هذا الحزب ظل يسيطر على هذه المنصة لحوالي عشر سنوات قبل أن تتهاوى أسهمه هناك في الفترة الأخيرة. ويذكر أن بنشماش لم يقرب بأي تدبير الأمانة الجهوية للحزب بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، رغم أن أمينها الجهوي ضمن صفوف التيار المناهض له. من جانبه، يسعى جناح بنشماش بدوره إلى لعب اللعبة نفسها في هذا الوقت، بيد أن إقالته للأمناء العامين للحزب دفعة واحدة، جعلت هذا الجناح يبحث عن “أنصار جدد” في بعض الجهات. وقد أناط بنشماش إلى المدراء الجهويين للحزب، وهم موظفون يتلقون رواتبهم من مالية الحزب، مهمة التدبير الحزبي في مناطقهم، لكن أغلب هؤلاء المدراء وجدوا مقرات الحزب وقد أغلقت في وجوههم، لأن المنسقين الجهويين المقالين كانوا هم من يسدد بدل كرائها، وكانت عقود الكراء في أسمائهم.