ما تزال حرب الطرق داخل المجال الحضري في عاصمة البوغاز، تلحق ضحايا إضافيين بالغابرين عن الحياة الدنيا، في الوقت الذي تعجز فيه السلطات المعنية عن إيجاد وصفة ملائمة لوقف نزيف القتلى المتصاعد إلى مستوى قياسي هذه السنة. ولقي شخص خمسيني مصرعه مساء أول أمس الاثنين، بينما كان يهم بقطع شارع الجيش الملكي (طريق الرباط)، من جانب مركب ابن بطوطة في اتجاه المجمع الحسني، وحسب مصادر عاينت الحادثة، فإن الضحية عندما وصل منتصف الطريق تفاجأ بسيارة تسير بسرعة مفرطة، فدهسته وألقت به بعيدا جراء الصدمة القوية. وفي نفس اليوم، أصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بجراح متفاوتة، في حادثتين متفرقتين بسبب السرعة والتجاوز المعيب، الأولى صباح يوم الاثنين بكورنيش مرقالة، بسبب اصطدام سيارة خفيفة بعمود كهربائي على الرصيف، أما الحادث الثاني فوقع مساء نفس اليوم بطريق المجزرة البلدية، إثر اصطدام عنيف بين شاحنة وسيارة نفعية. وأظهرت التحريات الأولية أن ضحية الحادث الأول كان يعيش حياة التشرد ولم يتم تحديد هويته بعد، حيث لا يزال إلى غاية صباح أمس الثلاثاء في ثلاجة الجثث بمصحة دوق دي طوفار، التابعة للمستشفى الجهوي محمد الخامس، بحسب مصدر طبي. ويعد الضحية البالغ من العمر 54 عاما، والذي أصيب إصابة خطيرة على مستوى الرأس، رابع حالة تلقى حتفها في شوارع المدينة خلال أسبوع، جراء حوادث السير المميتة داخل المجال الحضري لطنجة. وكان شخص أربعيني لقي مصرعه في شارع الإمام مسلم بحي ادرادب، ليلة يوم الثلاثاء الماضي، بعدما صدمته شاحنة لنقل النفايات أثناء عبوره الطريق، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في طريقه إلى المستشفى متأثرا بشدة الاصطدام. وليلة يوم الأربعاء، التحق ضحية آخر بعداد قتلى حوادث السير المميتة داخل المجال الحضري، بعدما صدمته سيارة مجنونة بمحج محمد السادس في منطقة «مالاباطا»، حيث فارق الحياة بعين المكان قبل أن تصل إليه سيارة الإسعاف. ويوم السبت الماضي، لقي طفل مصرعه فيما أصيب شقيقه بجراح متفاوتة الخطورة، بينما نجا والدهما الذي كان يتوسطهما على متن دراجة نارية بأعجوبة، بعدما صدمتهما شاحنة لنقل البضائع على مستوى مدار مركز الحليب بشارع الجيش الملكي. وبحسب مصدر طبي، فإن أحد الضحايا وصل إلى اقسم المستعجلات وقد فارق الحياة، في حين لا يزال شقيقه في حالة خطيرة، يرقد على إثرها في العناية المركزة بمستشفى محمد الخامس، متأثرا بإصابته على مستوى الرأس. وبحسب شهود عيان، فإن الأب وابنيه لم يكونوا يرتدون خوذة الرأس، أثناء ركوبهم الدراجة النارية، وهو ما كان سببا مباشرا في تعرض الطفلين لإصابات خطيرة بعد وقوع الحادثة. تبقى الإشارة إلى أن حصيلة قتلى حوادث السير في عاصمة البوغاز في ارتفاع متزايد، بينما لم تُسجل أية تدابير وإجراءات ملموسة لردع المتهورين في الطرقات، إذ بعد كل حادثة سير، تحل عناصر شرطة المرور ثم تقوم بإجراءاتها الروتينية، وتسلم المحاضر المنجزة إلى شعبة حوادث السير بالمحكمة الابتدائية، في حين لا تزال المصالح المعنية حائرة في كيفية مواجهة هذه الظاهرة، حيث سجلت مدينة طنجة خلال شهري أبريل وماي الماضيين، أسوأ معدلات الحوادث الخطيرة على الصعيد الوطني.