بعد المشاكل الكبيرة والفضائح المدوية التي شهدتها بعض القنصليات الإسبانية في السنوات الأخيرة، بسبب “البيع والشراء” في مواعيد الحصول على التأشيرة من بعض القنصليات الإسبانية، وعدم اشتغال خدمة الهاتف وعدم قبول العديد من الملفات دون تقديم مبررات مقنعة وواضحة للمواطنين المغاربة؛ قامت وزارة الخارجية الإسبانية بخطوة مهمة لتحرير المغاربة من عذاب انتظار الحصول على المواعد وابتزاز “شناقة” المواعيد، من خلال التعاقد مع شركة جديد ستكون مختص فق بتسهيل عملية حصول المغاربة على المواعيد عبر الأنترنيت وربط الاتصال عبر القنصليات عبر خط هاتفي آلي دون الارتباط بمزاج السكرتير المكلف بهذه الخدمة في السابق. ورغم ذلك، فإن عدد المغاربة الذين سيستفيدون من التأشيرة الإسبانية هذه السنة، لن يترفع بشكل كبير مقارنة بالإقبال الواضح عليها. في هذا الإطار، وقعت الحكومة الإسبانية اتفاقا مع الشركة الإسبانية Tecnologías Plexus SL لتدبير خدمة المواعيد عبر الأنترنيت في أكثر من 129 بلدا، من بينها المغرب، علاوة على تثبيت خط هاتفي آلي في 15 من هذه البلدان، علما أن هذا الاتفاق جاء على خلفية الأزمة التي تعيشها خدمة المواعيد والحصول على التأشيرة من مختلف القنصليات بالمغرب، بل أكثر من ذلك، يأتي الاتفاق بعد الزيارة التي قام بها جوزيف بوريل، وزير الخارجية الإسباني، يوم 3 يونيو الجاري إلى الرباط، حيث اعترف خلال الندوة الصحافية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، بالمشاكل التي تعيشها خدمة التأشيرات في القنصليات الإسبانية بالمغرب، مؤكدا أنه سيتخذ الإجراءات الضرووية لتجاوزها. وتسعى السلطات الإسبانية من خلال التعاقد مع الشركة الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى “تحسين صورة إسبانيا والحفاظ عليها في الخارج”، إلى جانب “القضاء على التحايل المحتمل، والاتجار غير المشروع في نظام التناوب (المرتبط بالمواعيد)، وعلى الولوج غير الخاضع للرقابة إلى الخدمات القنصلية، إلى جانب تنظيم دائرة خدمة المواطن، وتجنب تدخل الأطراف الثالثة”. بالإضافة إلى تحسين توقعات الطلب والتعرف الوقت الحقيقي لاستخدام مختلف الخدمات القنصلية المختلفة. من جهة ثانية، من المنتظر ألا يتجاوز عدد التأشيرات الإسبانية التي سيحصل عليها المغاربة هذه السنة على 250 ألف تأشيرة مقارنة مع 220 ألف تأشيرة التي حصلوا عليها السنة المنصرمة، أي أن عدد التأشيرة يرتفع منذ سنوات ب10 في المائة فقط، ما يُرجح إمكانية أن تكون السلطات الإسبانية تضع رقما معينا للعدد التأشيرة التي سيحصل عليها المغاربة في كل سنة، مهما كان الطلب عليها مرتفعا كما هو الحال منذ ثلاث سنوات، وفق ما أسره مصدر ل”أخبار اليوم”. وأضاف أن الإقبال الكبير للسياح على إسبانيا من مختلف مناطق العالم، علاوة على التأثير السلبي لأزمة الهجرة، دفعا الحكومة الإسبانية إلى تقنين وتنظيم وتحديد أعداد التأشيرات التي يجب منحها لبعض البلدان المصدرة للهجرة وذات القدرة الشرائية الضعيفة.