المغرب يشارك بقوة في الحرب المعلنة منذ بداية 2018 على كبريات المنظمات الإجرامية المتخصصة في الاتجار بالمخدرات بين مثلث أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا، إذ ساهم بشكل كبير في اعتقال كبار أباطرة تهريب الحشيش المغربي وزعماء بعض فروع المافيات الإيطالية الخطيرة التي تتحرك بين إيطاليا وإسبانيا والمغرب. كل هذا، إلى جانب المعلومات الحساسة التي يقدمها المغرب لشركائه في مجال مكافحة الإرهاب، جعل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تحظى في الآونة الأخيرة باعتراف وتهنئة نظيراتها الفرنسية والإسبانية، بعد اعتقال منذ يناير الماضي 22 أجنبيا كانت صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية. وفي الوقت الذي اكتفت فيه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم الأربعاء الماضي، بالقول إن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، تمكنت بناء على معلومات دقيقة، من توقيف في نفس اليوم مواطن إيطالي يبلغ من العمر 56 سنة، وذلك للاشتباه في تزعمه لأحد فروع المافيا الإجرامية الإيطالية المعروفة باسم “لاكومارا” (La camorra)المستقرة بنابولي؛ كشفت مصادر فرنسية وإسبانية، نقلا عن مصدر أمني، أن الأمر يتعلق بالمواطن الإيطالي رافاييل فاليفوكو، البالغ من العمر 56 عاما، المشتبه بكونه زعيم خلية “بارانسا” التابعة لمافيا كامورا، مبرزة أن اعتقاله جاء على إثر وجود مذكرة بحث دولية ضده من قبل السلطات الإيطالية والإسبانية والشرطة الدولية (أنتربول) منذ 2012، وذلك للاشتباه في ارتكابه أنشطة إجرامية في إطار المافيا الإيطالية، تتمثل في ابتزاز رجال الأعمال والعنف والقتل العمد والاتجار الدولي بالمخدرات والمؤثرات العقلية. وقبل أن يتسلل رافاييل فاليفوكو إلى المغرب، من حيث يرجح أن يكون كان يتعاون مع فرع “باراسنا” التابعة ل”كامورا” الإيطالية لتهريب الحشيش من المغرب منذ 30 سنة؛ كان قد اعتقل سنة 2012 بمدينة خيريز الإسبانية، باعتباره واحدا من زعماء تهريب الحشيش من شمال المغرب إلى إسبانيا ومنها على إيطاليا، لكن مشكلا قضائيا دفع القاضي الإسباني إلى إطلاق سراحه، قبل أن تصدر إسبانيا سنة 2014 مذكرة بحث دولية ضده. وتعتقد الأجهزة الأمنية الإسبانية أن مافيا “لاكامورا” كانت تهرب سنويا ما بين 50 إلى 60 طنا من الحشيش المغربي إلى أوروبا بقيمة مالية تتراوح ما بين 50 و60 مليار سنتيم. بدورها أوضحت السلطات المغربية أن توقيف رفائييل فاليفوكو يأتي في إطار المجهودات المكثفة التي تبذلها مصالح الأمن لتعزيز آليات التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وكذا في سياق تعزيز عمليات ملاحقة وتوقيف الأشخاص المبحوث عنهم على الصعيد الدولي. وتضم هذه المافيا في صفوفها مهربين من المغرب وإسبانيا والبرازيل وإيطاليا والمجر وسلوفينيا والمجر والأرجنتين والإكوادور. الموقع الفرنسي “مغرب أنتيليجنس”، كشف أن الأجهزة الأمنية المغربية حققت منذ شهر مارس نجاحا جديدا ومهما، باعتقال اثنين من كبار زعماء إحدى أكبر مافيا تهريب الحشيش في إيطاليا، بشكل خاص، وأوروبا، عامة؛ ما جعلها تحظى بإشادة الأجهزة الأمنية الفرنسية والإسبانية. وذكُّر المصدر ذاته بأنه في 29 مارس الماضي، اعتُقل بتطوان مهرب المخدرات الإسباني الشهير روبرتو إيزكويردو ريجي الملقب ب"الروسي" رفقة أحد شركائه المغاربة. وشرح أن "الروسي"، المحكوم عليه بعقوبة السجن لمدة 58 عاما بتهمة القتل، كان قد هرب من مستشفى إسباني قبل 5 أشهر من اعتقاله بالمغرب، على خلفية مذكرة بحث دولية صادرة عن الأنتربول. وبعد خمسة عشر يوما، ألقي القبض، كذلك، على المافيوزي الإيطالي، أنطونيو برينو، الرئيس السابق لفرع “مازاريلا” التابع ل”كامورا”، بتهمة اغتياله أحد منافسيه. علما أنه كان يعيش مع أسرته بمراكش منذ حوالي خمس سنوات. فيما كشفت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن مصدر أمني، أن السلطات المغربية نجحت في اعتقال، خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، 22 أجنبيا كانت صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية.