تتطور معركة كسر العظام داخل حزب الأصالة والمعاصرة كل بضع ساعات، ما ينذر بوصول الوضع إلى كارثة تنظيمية لم يشهد لها هذا الحزب مثيلا في تاريخه الممتد لعشر سنوات. ففي أحدث تطور، قرر التيار الذي يشكله خصوم الأمين العام، عبد الحكيم بنشماش، الدعوة إلى اجتماع للمجلس الوطني للحزب بنقطة فريدة هي الحسم في مصير الأمين العام نفسه. بنشماش الذي تقول مصادر “اليوم 24″، إنه سعى في الساعات الأخيرة من الليلة الماضية إلى البحث عن طريقة لطرد القادة البارزين لتيار خصومه، وأهمهم سمير كودار ومحمد الحموتي، يجد نفسه محاصرا بالمقابل بطلبات عزله من التيار الذي يظهر مسيطرا على المجلس الوطني للحزب. الوضعية الحالية تشبه تلك التي كان عليها حزب التجمع الوطني للأحرار عام 2010، حين حاول رئيسه آنذاك مصطفى المنصوري، طرد قادة الانقلاب وعليه، وفشل في ذلك، ما أفضى لاحقا إلى عزله هو في دورة للمجلس الوطني لحزبه. وبحسب المؤشرات التنظيمية الحالية، فإن بنشماس يبدو غير متحكم في أي جهاز داخل حزبه، وحتى المكتب السياسي خرج عن سيطرته بعد عجزه حتى الان عن دعوته إلى الاجتماع الطارئ الذي كان الأمين العام يعول عليه كمخرج لمراجعة نتائج اجتماع اللجنة التحضيرية التي أدت إلى انتخاب كودار رئيسا لها. وتناسلت البيانات والبيانات المضادة المرفقة بقوائم التوقيعات بين كلا الطرفين المتنازعين داخل الحزب. ورغم أن الأعداد المدرجة في القوائم تشير إلى غلبة التيار المناهض لبنشماش الذي كان يرتب لإعادة انتخابه ولاية جديدة على رأس حزبه، إلا أن الأمين العام الحالي مازال مصمما على مقاومة ذلك.