لم تعد الحكومة المغربية تتحدث عن عدد المهاجرين السريين، الذين منعتهم من الإبحار صوب إسبانيا، بل قامت، في خطو جريئة، بالحديث عن عدد الواصلين إلى الجارة الشمالية انطلاقا من المغرب بحرا وبرا. إذ كشف خالد الزروالي، مدير قسم الهجرة ومراقبة الحدود، وصول 7202 من المهاجرين انطلاقا من المغرب إلى إسبانيا منذ يناير الماضي، بارتفاع وصل إلى 2000 مهاجر، مقارنة مع الفترة عينها من السنة الماضية. لكن المصدر ذاته لم يحدد طريقة وصولهم إلى إسبانيا. وأضاف المصدر ذاته أن المغرب نجح في الشهور الأخيرة في تقليص أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا بطرق غير قانونية، نظرا إلى نجاعة العديد من العمليات الأمنية ضد مافيا تهجير البشر. إذ تم منع نحو 25 ألف شخص من الإبحار بطريقة غير قانونية خلال هذه السنة، بنسبة 30 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من السنة الماضية. كما كشف تفكيك 50 شبكة لتهريب البشر منذ يناير الماضي، أي بنسبة 63 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من السنة الماضية. ويُذكر أن السلطات المغربية منعت في 2018 نحو 89 ألف “محاولة هجرة غير شرعية”، منها 29 ألف محاولة عبر البحر، بحسب أرقام رسمية. وأوضح الزروالي في حواره مع وكالة الأنباء “رويترز” قائلا: “إن الإجراءات المعتمدة من قبل المغرب مكّنت من تقليص تدفقات الهجرة صوب إسبانيا”، مبرزا أنه خلال هذه السنة لم يتم أي اقتحام للسياجات الحدودية التي تفصل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية عن الداخل المغربي من قبل المهاجرين. المسؤول ذاته نفى كل الإشاعات التي روج لها بخصوص وجود اتفاق بين الرباط ومدريد يقضي بإعادة المهاجرين المنقذين من قبل خفر السواحل الإسبانية إلى الموانئ المغربية. غير أنه مباشر بعد تأكيد الزروالي عدم حدوث أي اقتحامات للسياجات الحدودية هذه السنة، قام أكثر من 100 مهاجر سري من إفريقيا جنوب الصحراء فجر، الأحد الماضي، باقتحام السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، حيث تمكن 51 منهم من دخول الثغر المحتل، فيما منع الأمن المغربي باقي المهاجرين من دخول المدينة. وتسبب الهجوم في حدوث إصابات في صفوف المهاجرين، وفي صفوف عناصر الأمن المغربية والإسبانية. ويظهر من خلال الأرقام التي قدمها خالد الزروالي أن حوالي 90 في المائة من المهاجرين السريين الواصلين إلى إسبانيا يخرجون من المغرب، مؤكدا بذلك ما سبق وذكرته مجموعة من التقارير الدولية. وهو الأمر الذي تؤكده آخر الأرقام الإسبانية المحيّنة التي تتوفر عليها “أخبار اليوم”. إذ إنه ما بين فاتح يناير الماضي و29 أبريل المنصرم وصل 8400 مهاجر سري إلى إسبانيا بحرا وبرا، وفق وزارة الداخلية الإسبانية، علما أن خالد الزروالي أشار إلى وصول 7202 منهم من المغرب، أي إن ال1200 الأخرى هي التي يحتمل أن تكون خرجت من سواحل الجزائر أو موريتانيا. وتابعت الإحصائيات الإسبانية أن 6623 من مجموع الواصلين استعملوا 2012 قارب موت. على صعيد متصل، اعترضت البحرية الملكية المغربية ليلة الجمعة-السبت الماضية 117 مهاجرا “من دول جنوب الصحراء” كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط إلى إسبانيا على متن ثلاثة مراكب متداعية، وفق ما أفاد مصدر عسكري أول أمس السبت. وتم اقتياد المهاجرين بعد إنقاذهم إلى ميناءي قصر الصغير والناظور في شمال المغرب، بحسب ما ذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ولم يورد مزيدا من التفاصيل. فيما تمكن خلال نهاية الأسبوع ما قبل الماضي إنقاذ، كذلك، حوالي 140 مهاجرا سريا، ما جعل الرقم يرتفع في أقل من 10 أيام إلى 300 مهاجر منقذ من قبل البحرية المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي رصد العام الماضي للمغرب دعما ماليا إضافيا بقيمة 140 مليون أورو كمساعدة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وتفكيك شبكات المهربين وحماية المهاجرين من ضعاف الحال، تسلم منها 30 مليون سنتيم مع بداية السنة الجارية.