شرعت شركة “صوماجيك”، الفائزة بصفقة إنشاء مرأب سيارات تحت أراضي بمواصفات حديثة بتفويض من مجلس طنجة، الذي قرر إنشاءه، حيث توجد حديقة “المندوبية”، وسط المدينة العتيقة لطنجة، في اجتثاث عشرات الأشجار، التي يُناهز عمر بعضها 100 سنة، وبدأت الجرافات، منذ أول أمس الاثنين، في اجتثاث الأشجار وسط تنديد عدد من المواطنين. وعلم “اليوم24” من مصادر مطلعة أن الشركة ستجثث حوالي 30 شجرة، بعضها من الأشجار النادرة، وعمرها يفوق 100 سنة، وتزامنًا مع عملية “اجتثاث الأشجار” أطلق نشطاء في مدينة طنجة، حملة “شباب لوقف إعدام حدائق طنجة” على موقع “فايسبوك” ونشروا صورًا لجرافات الشركة المذكورة، وهي تهم بالدخول إلى الحديقة لاجتثاث الأشجار. وقال زكرياء أبونجاة، أحد أعضاء الحملة ل”اليوم24″ إن العشرات من الشباب قرروا، مساء اليوم الأربعاء، تنظيم إفطار وسط حديقة “المندوبية” حيث تجري الأشغال، مشيرًا إلى أنهم يستعدون، خلال اليومين المقبلين، لتنظيم وقفة احتجاجية، لمطالبة المجلس البلدي، والسلطات بالتراجع عن إعدام الأشجار. وقالت الناشطة البيئية “سليمة بلمقدم” التي تتهيأ رفقة خبراء، ونشطاء بيئيين إلى إطلاق “مبادرة مغرب 2050″ الإكولوجية، إننا لا يجب أن نُضحي بتراث إكولوجي عمره من 100 إلى 800 سنة من أجل مرأب سيارات، مشيرة إلى أن الثروات الترابية ملك جميع الاجيال، مشيرة إلى أن القرار تم من دون مشاورة السكان، ولا التفاعل مع احتجاجات الشباب، الذين اطلقوا حملة ” لا لإعدام حدائق طنجة” منذ بداية أشغال الهدم. وحسب خريطة المدينة القديمة الجغرافية، فإن المنطقة لا تتوفر إلا على منطقتين خضراء داخل أسوارها، وتُعد حدائق المندوبية إحداهما. يذكر أن شركة “صوماجيك” التزمت بإعادة زرع الأشجار فور الانتهاء من إنشاء المرأب، غير أن هذه التطمينات لم تقنع النشطاء في المنطقة.