مع حلول شهر الصيام، يتطلع المواطنون إلى سوق رحيم لاستقبال فرحة رمضان الأبرك، حيث يكثر خلال هذا الشهر الإقبال على العديد من المواد الغذائية، مما يتسبب في ارتفاع أسعارها وتراجع جودة بعضها، حيث استقبلت الأسواق بالتقسيط وأسواق المساحات الكبرى والممتازة بمدينتي فاس ومكناس، رمضان على إيقاع ارتفاع صاروخي لمعظم المواد الاستهلاكية المعروضة، باستثناء البيض بنوعيه “البلدي” و”الرومي”، وكذا اللحوم البيضاء والحمراء التي حافظت على سعرها. وبحسب ما كشف عنه مسؤول بسوق الجملة لمدينة فاس ل”أخبار اليوم”، تعرف أسعار الخضروات والفواكه عند تجار التقسيط، أثمانا مضاعفة عن الأثمان التي تباع بها بسوقي الجملة لمدينتي فاس ومكناس، حيث يتأثران بكلفة نقل المواد الغذائية من سوق الجملة بالدار البيضاء وضيعات مموليها، حيث سجلت أسعار الخضر، كما قال المصدر ذاته، ارتفاعا مهولا، خصوصا البصل الجاف والذي يباع بالجملة بسعر 9 دراهم، ويصل بأسواق التقسيط إلى 14 درهما، فيما وصل سعر البصل الأخضر 7 دراهم، في مقابل استقرار ثمن البطاطس والطماطم والجزر بأثمنة تراوحت ما بين 3 و4 دراهم للكيلو. أما الفواكه التي تواصل أسعارها الارتفاع مع اقتراب رمضان، بسبب تزايد الطلب عليها مع الأجواء الحارة التي تعرفها مدينتي فاس ومكناس وأحوازهما، لتحضير مختلف الأعاصير عند الإفطار والسحور، فقد بلغ كيلو الموز 15 درهما، والتفاح تراوح ثمنه ما بين 10 و 17 درهما، كما بلغ سعر فاكهة “الأفوكا”، التي تشهد إقبالا متزايدا على استهلاكها في رمضان، ما بين 31 و34 درهما للكيلوغرام، مقابل 45 و50 درهما خلال رمضان من العام الماضي، أما البرتقال الذي يباع بالجملة في مدينة بركان ب 0,70 درهم للكيلو، وصل سعره في أسواق كبريات المدن منها فاس ومكناس إلى 4 دراهم. معاناة الفاسيين والمكناسيين خلال رمضان تزداد مع أسعار السمك، بحكم ارتفاع الطلب عليه وبعدهما عن المدن الشاطئية التي تجلب منها مختلف أنواع السمك نحو الداخل، حيث بلغ ثمن سمك “الميرلان” و”الصول” 70 درهما للكيلو، و”الكروفيت” 120 درهما للكيلو، فيما وصل سعر سمك السردين الأكثر استهلاكا من قبل الفقراء إلى 15 درهما، يليه “الشرن” ب15 درهم و”الباجو” ب30 درهما، ونوعه الأحمر قفز إلى 50 درهما للكيلو، تورد مصادر الجريدة. فيما يخص أثمان القطاني، والتي شكلت أكبر تحدي واجهه المغاربة خلال رمضان السنة الماضية لتحضير وجبة “الحريرة”، فقد انعكست وفرة مخزون القمح والقطاني بحسب ما كشف عنه قبل حلول رمضان، المدير العام للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، عزيز عبدالعالي، إضافة إلى تراجع أسعار القطاني عالميا، (انعكست) على أثمنة بيعها بأسواق التقسيط بمختلف أسواق المغرب، ومنها أسواق مدينتي فاس ومكناس، حيث وصل العدس إلى 7 دراهم للكيلو، والحمص نزل من 30 درهما السنة الماضية إلى 12 درهما. أما التمور والتين، والتي يحرص الصائمون على أن تكون أول ما يتناولونها بعد سماعهم صوت مدفع الإفطار، فقد تفاوتت أسعارها بحسب أذواق الفاسيين والمكناسيين، والذين يرتبطون بتمور مناطق الجنوب الشرقي، وخصوصا تمور تافيلالت، حيث وصلت تمور نوع “المجهول”، والذي تقتنيه العائلات الميسورة إلى 150 درهما للكيلو، فيما تقبل الطبقات الوسطى والفقيرة، على أنواع التمور المحلية المقبلة من الراشدية، المنخفضة الثمن، إذ تتراوح ما بين 3 دراهم بالنسبة إلى بوسليغن، و20 درهما للخلطة، و25 درهما للفكوس، فيما تلجأ غالبية العائلات لتوفير التمور على موائدها، إلى التمور المستوردة من وتونس والإمارات ومصر، والتي تعرف بانخفاض أسعارها. هذا، وربط معظم من تحدثت إليهم “أخبار اليوم” من الفاسيين والمكناسيين، أسباب ارتفاع الأسعار مع حلول رمضان من كل سنة، (ربطوها) بالإقبال المتزايد من قبل المستهلكين، وجشع بعض التجار الذين يستغلون هذا الشهر المبارك لتحقيق الأرباح، في مقابل محدودية دور أجهزة المراقبة، بشأن تموين الأسواق والأثمان والجودة وسلامة المنتجات الاستهلاكية، وظروف تحضيرها وتخزينها وعرضها للبيع، وباقي المجالات المرتبطة بحماية المستهلك، حيث يتوقع التجار، كما قال أحدهم للجريدة، أن تنخفض أسعار المواد الاستهلاكية بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان، كما يحصل كل سنة، بحسب تعبير التاجر، حسن الإدريسي من فاس.