في أول زيارة له للمؤسسات التعليمية، بعد أزيد من شهرين من عمليات شد الحبل بين وزارة التربية الوطنية والأساتذة الرافضين لنظام التعاقد، حل الخميس الماضي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي بمسقط رأسه بمدينة صفرو، في زيارة تفقدية لعدد من المؤسسات التعليمية. وعلمت «أخبار اليوم» من مصدر قريب من الموضوع، أن وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، رافقه في زيارته لمدينة صفرو، سفير كوريا الجنوبية بالرباط، دونغسيل بارك، تنفيذا من الطرفين لاتفاقية التعاون بين المغرب وكوريا الجنوبية، تهم مجالات التعليم والطاقات المتجددة والتكنولوجيات الجديدة، والتي جرى توقيعها نهاية شهر دجنبر 2018 بالرباط، على هامش مباحثات أجراها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني مع نظيره الكوري الجنوبي، لي ناك يوون. وكانت زيارة سعيد أمزازي لعدد من المؤسسات التعليمية بصفرو، يضيف المصدر ذاته، مناسبة اطلع خلالها السفير الكوري الجنوبي، على عدد من أوراش الإصلاح التي فتحتها الوزارة، والخطوات التي سلكتها ضمن مخطط تفعيل الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين 2015-2030، خاصة في شقها المتعلق بإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي كانت موضوع اتفاقية التعاون بين المغرب وكوريا الجنوبية، والهادفة لتعزيز التعاون المباشر بين مؤسسات التعليم لكلا البلدين، وتسهيل تبادل الأطر العليا والباحثين والأكاديميين، وكذا تعزيز تنقل الطلبة والباحثين والخبراء، وتوطيد تعليم اللغة الكورية في الجامعات المغربية واللغة العربية في جامعات كوريا الجنوبية، تورد مصادر الجريدة. وأفادت المصادر ذاتها، أن البطلة المغربية ورئيسة (الجمعية المغربية رياضة وتنمية)، نوال المتوكل، رافقت هي الأخرى وفد الوزير أمزازي والسفير الكوري الجنوبي إلى مدينة صفرو، حيث أشرفت المتوكل، بالثانوية الإعدادية «الرفايف» بعاصمة فاكهة الكرز، على تقديم درس في التربية البدنية باستعمال التكنولوجيا الحديثة وبعض الحصص الرياضية، وذلك على هامش اتفاقية الشراكة التي سبق لجمعية نوال المتوكل أن وقعتها مع وزارة أمزازي. هذا وحصلت عدد من المؤسسات التعليمية بمدينة صفرو، ضمن الزيارة التفقدية لوزير التربية الوطنية، على دعم من السفارة الكورية الجنوبية هم العتاد المعلوماتي، من حواسيب مكتبية مبرمجة في تدريس مادة التربية البدنية، في جانبها المتعلق بالدروس النظرية والتمارين الميدانية، فيما حصل أساتذة باقي المواد المدرسة بالمؤسسات التعليمية بصفرو، والتي استفادت من الدعم الكوري الجنوبي، على حواسيب مجهزة ببرامج تطبيقية تساعد على تجويد التدريس من خلال التكنولوجيا الحديثة في المعلوميات والتطبيقات الرقمية في العملية التعليمية، حيث ينتظر أن تستفيد مؤسسات أخرى بباقي الأكاديميات من هذه التجهيزات، بحسب ما وعد به السفير الكوري الجنوبي، حين تحدث عن تجهيز 11 قاعة متعددة الاستعمالات بمعدات مماثلة، بمعدل قاعة في باقي أكاديميات وزارة التربية الوطنية. وختم وفد الوزير أمزازي والسفير الكوري الجنوبي، زيارتهما التفقدية لعدد من المؤسسات التعليمية بصفرو، بحلولهما بمركز الفرصة الثانية الجيل الجديد «18 نونبر»، حيث اطلعا على آخر ما حققته تجربة تأهيل وإدماج التلاميذ غير المتمدرسين والذين يتابعون تكوينهم بمدرسة «الداخلة» الابتدائية، قبل أن ينتقل الوفد إلى مدينة فاس، حيث زاروا المركز الجهوي للامتحانات. يذكر أن زيارة الوزير أمزازي والسفير الكوري الجنوبي لمدينتي صفرووفاس، تأخرت عن موعدها بكثير، وذلك بسبب حالة الاحتقان التي واجهتها وزارته خلال الاحتجاجات التي قادها الأساتذة منذ أزيد من شهرين، قبل أن يقرروا طي مرحلة التصعيد، وهو ما عجل بحلول أمزازي وضيفه السفير الكوري الجنوبي بالمؤسسات التعليمية بصفرو، بعد أن وضعت الحرب أوزارها الاثنين الماضي، وتنفست الوزارة الصعداء عقب عودة الأساتذة الغاضبين إلى أقسامهم، تقول مصادر الجريدة.