تحل اليوم الأربعاء فاتح ماي الذكرى الأولى لقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران للمرة الثانية، وهو القطع الذي لا زال مستمريا مرخيا بظلاله على الأجندة الدبلوماسية للمغرب. القرار الذي اتخذته الرباط في فاتح ماي من العام الماضي، وبلغته لسفير طهران طالبة منه مغادرة أراضيها، جاء على خلفية وصول المغرب إلى معطيات تفيد تورط إيران عن طريق حزب الله اللبناني في دعم انفصاليي “البوليساريو”. وفي الذكرى الأولى لهذا القرار الدبلوماسي المغربي، قال محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية بكلية مرتيل في جديثه ل”اليوم 24″ إن الدواعي والأسباب التي دفعت المغرب ليكرر قطع العلاقات مع إيران كانت مرتبطة في الواقع بعدم وضوح موقف طهران من علاقتها بالرباط. وأكد بوخبزة أن المغرب سبق له أن قطع علاقاته مع إيران وبذل مجهودات لإعادة الثقة بين البلدين “ولكن اتضح أن إيران تعادي المغرب في إطار تنسيق ودعم البوليساريو، وهذا المعطى كان كافيا لاتخاذ هذا القرار. وبعد سنة على اتخاذ المغرب لهذا القرار، يقول بوخبزة إن قطع العلاقات المغربية الإيرانية كان سياديا وليس مرتبطا بعلاقة إيران بدول الخريج، كما أنه كان قرارا قائما على أساس الدفاع الدائم للمغرب على مصالحه الاستراتيجية. ويؤكد بوخبزة على أن الخطوة المغربية بعد سنة من اتخاذها مثلت رسالة قوية مفادها أن المغرب يتابع بدقة كبيرة كل الأعمال والأنشطة المعادية له، كما أن المغرب عنزما قرر قطع العلاقات انتقل وزير الخارجية المغربي لطهران لتبليغ القرار. وعن تأثير القرار على السياسة الخارجية للمغرب، يقول بوخبزة إن “المغرب له حلفاء استراتيجيون ويمكن أن نعتبر أنهم يتقاسمون معه حتى بعض المواقف من بعض الدول وإيران كما هو معلوم لها خلافات مع كثير من الدول في إطار نهجها لعلاقات عدائية مع بعضها في إطار مشروعها الكبير، لتصبح ليس فقط قوة دولية”. واعتبر بوخبزة أن ذهران تطمح لإقامة مشروعها الهلال الشيعي بنشر التشيع في كثير من الدول الاسلامية، فيما يلتقي المغرب مع كثير من الدول الأخرى التي تضررت مصالحها بفعل السياسة الخارجية الإيران التي تمس بالشأن الداخلي للدول.