سحقائق وشهادات مثيرة نشرتها “الغارديان” على لسان مغربيات عاملات في حقول الفراولة الإسبانية، فبعد تفجرقضية مزاعم تفيد أن بعضهن تعرضن للابتزاز والاعتداء الجنسي، وهو ما نفته الحكومتان المغربية والإسبانية العامالماضي، أبرزت الصحيفة البريطانية أن السلطات الإسبانية تجاهلت شكاوى عشر نساء مغربيات حول مزاعمتعرضهن لاعتداءات جنسية في حقول الفراولة. سميرة أحمد، وهو اسم مستعار لإحدى العاملات من ضمن تسع أخريات، قالت إنها توجهت بمعية مجموعة منالعاملات اللواتي تعرضن للتحرش والاغتصاب إلى مركز الشرطة المجاور في مدينة “غوارديا” للتبليغ عما يتعرضن لهمن استغلال في الحقول بعد 6 أسابيع من العمل، اعتقادا منهن أنه عندما يذهبن إلى الشرطة ستنصفهنوسيحصلن على أجورهن: “لكن، بدلا من ذلك، قوبلنا بالتجاهل، حيث تم التخلي دون إعطائنا أدنى اهتمام“، تؤكدسميرة. وأبرزت الشاهدات، بحسب المصدر ذاته، أنهن أجبرن على العيش في مساكن ضيقة وقذرة، حيث تتشارك المئات منالنساء العاملات عددا قليلا من الحمامات والمراحيض الملوثة، كما يتعرضن للميز العنصري ويعملن لمدة 12 ساعةدون توقف، كما يجري حرمانهن من فترات الاستراحة ومن الماء والطعام، بسبب اتهامهن بعدم الجدية في العمل أوأخذهن لفترات استراحة طويلة في المرحاض. وأبرزت الشاهدة المعنية ل“لغارديان” أن الحقول كانت بعيدة عن أي منطقة حضرية ومعزولة عن العالم الخارجي، كماأن عددا من زميلاتها تحدثن عن تعرض بعضهن للابتزاز، الجنس مقابل الحصول على الطعام والماء، وبعضهن تمالضغط عليهن من أجل ممارسة الدعارة مع الرجال المحليين الذين ينتظرون بسياراتهم خارج أماكن السكن كل ليلة. وأضافت سميرة أنها بمجرد وصولها إلى مقر العمل تعرضت للتحرش والاعتداء الجنسيين، وأنها نجت من الاغتصاببعد تدخل بعض العاملات اللواتي ساعدنها من الإفلات من المغتصِب. سميرة كانت تركت منزلها أبريل المنصرم متوجهة إلى الحقول الإسبانية للعمل ب 40 يورو في اليوم، كانت بالنسبةإليها فرصة مثالية لإنقاذ أسرتها من الفقر الذي تعيشه، لكن بعد مرور عام اكتشفت أن اختيارها كان خطأ حياتهابعدما ضاع منها كل شيء إثر طلاقها بعد تفجر قضية الاغتصاب، كما قوبلت برفض عائلتها “فلا هي قادرة علىالاستمرار في العيش في إسبانيا، ولا هي قادرة على العودة إلى بيتها“. من جانبها، الحقوقية الإسبانية، Alicia Navascues،وفي تصريح لها ل“لغادريان“، قالت إن النساء المغربياتيتم استهدافهن عمدا بسبب ضعفهن، خصوصا وأنهن يعشن ظروفا لا إنسانية وقاسية، ويستفدن من مدة استراحةلمدة لا تتجاوز 30 دقيقة فقط، يوميا، ويشتغلن في درجات حرارة يومية تصل إلى 40 درجة مئوية تحت البيوتالزجاجية في الحقول . وأردفت المتحدثة أن أصحاب الضيعات الإسبان يبحثون عمدا في المغرب عن أولئك الضعفاء للقيام بهذا العمل “أينساء البوادي على الخصوص، والمناطق الهشة واللائي يفهمن العربية فقط، ولا يمكنهن المطالبة بحقوقهن بالإسبانيةأو فهم محتوى العقود المكتوبة“. بعد عشرة أشهر من توجههن إلى الشرطة المحلية لم تتم مقابلة المشتكيات وجميع النساء الأخريات من قبل الحرسالمدني أو الشرطة الوطنية، كما لم يجر تفعيل البروتوكولات الوطنية لمكافحة الاتجار في البشر، بحسب ما أكده دفاعالمشتكيات، وهن الآن يعشن بلا مأوى، بعد انتهاء صلاحية التأشيرة، كما أنهن يعشن فقط، على الإعانات. يُذكر أن العاملات المغربيات يتجهن سنويا إلى حقول “الذهب الأحمر” الإسباني، طبقا لاتفاقية بين البلدين منذ عام2001. كما أن إسبانيا تجني من ذلك نحو 580 مليون أورو من منتجها من الفراولة، باعتبارها أكبر بلد أوروبيمصدر لهذه الفاكهة في القارة العجوز، وتعتبر أسواق فرنسا وألمانيا وبريطانيا أكبر الزبائن للفراولة الإسبانية، ممايساهم بنسبة مهمة في الاقتصاد المحلي.