في ظل تصاعد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل وإفريقيا بسبب انتشار الجماعات المتطرفة، تتخوف السلطات المغربية من إمكانية استقطاب هذه الجماعات خريجي معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء بعد عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، بسبب ضعف فرص الشغل في الحقل الديني، عكس الخريجين المغاربة الذين لديهم حظوظ أكبر للعمل قيمين على الشأن الديني في المساجد، وغيرها من الوظائف المرتبطة بتكوينهم. كل هذا دفع إدارة المعهد إلى إحداث تكوينات جديدة ذات طابع تقني لمساعدة الطلبة الأفارقة في اكتساب معارف وتكوينات تسمح لهم بولوج سوق الشغل التقنية والتكوينية، في حال عدم العثور على منصب شغل في الحقل الديني. هذا ما كشفه مدير معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، عبد السلام الأزعر، خلال زيارة البابا فرانسيس، يومي السبت والأحد الماضيين، لمدينة الرباط. في هذا الإطار، نقلت صحيفة «ليو نوتيثياس» الإسبانية عن عبد السلام الأزعر، أن «أي إرهابي ينطلق من أفكار مشوهة من أجل تعزيز ما يعتبره نضالا»، لذلك، يرى أن الضربات الأمنية الاستباقية، على أهميتها، لا تكفي لاستئصال ورهم الإرهاب من الأصل؛ حيث يقول: «يمكن الرد بطريقة حازمة، لكن لا يقضى على فكره (الإرهابي). يجب تجفيف المنابع التي يتشربون منها هذه الأفكار».