قال أحمد الريسوني، الأمين العام لإتحاد علماء المسلمين، إن الدول الغربية تشهد انبعاث روح جديدة للحرب الصليبية ضد المسلمين، منبها إلى توسع الأعمال المحرضة على الإسلام والمسلمين من طرف منظمات ودول بأكملها. وفي تصريح صحفي، اليوم السبت، حول الهجوم الإرهابي ضد مسجدين في نيوزيلاندا، أكد الريسوني أن المسؤلية عن الحادث الذي أودى بحياة 49 مصليا تتحملها كامل الدول الغربية، مشيرا إلى أن المسلمين يتعرضون لحملات كبرى ضد الإسلام والمسلمين وأن الحركات التي تقف وراء ذلك تعمل في واضحة النهار. وأضاف الريسوني في تصريحه لقناة الجزيرة صباح اليوم السبت، أن الأمر تجاوز التنظيمات والحركات إلى دول انخرطت في التضييق على المسلمين، مشيرا إلى الخطوات الرسمية التي اتخذتها فرنسا وإغلاقها لعدد من المساجد ووقفها إنشاء أخرى، مؤكدا أن هذه الأجواء تخلق مثل هؤلاء المتطرفين. واعتبر الريسوني أن جهات أصبحت تستغل الحوادث الإرهابية التي يرتكبها بعض المسلمين لتبرير التحريض على الجاليات المسلمة، مضيفا بأن التحركات الغربية الأهلية والرسمية لم تعد تكتفي بذلك، بل صارت تعمل على محاصرة الإسلام والمسلمين. وتعليقا على البيان المطول الذي نشره منفذ هجوم نيوزيلاندا والذي أشار فيه إلى دوافعه، أكد الريسوني أن هناك عمل على استخراج رموز تحيي روح الحرب الصليبة، مشيرا إلى أن الإندماج الكبير الذي حققه المسلمون في البلدان التي يعيشون فيها صار يؤرق الجهات المطرفة، لأنهم يريدون أن يبقى المسلمين معزولين ومحاصرين في البلاد. واعتبر الريسوني أن الحل في هذا الإطار هو بالحوار ومواجهة التحريض بالضغط على المراكز والجهات التي تغذي التطرف والتصدي لها لإيقاف هذا التوجه العدائي ضد المسلمين. وكانت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، قد أعلنت في وقت سابق، مقتل 49 شخصا وإصابة أكثر من 20 بجروح خطيرة إثر إطلاق نار في المسجدين بمدينة كريست شيرش. وأكدت أن “الشرطة ألقت القبض على أربعة لهم آراء متطرفة، لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة”، مضيفة أنه “تقرر رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى”.