مرّة أخرى يشارك رياضيون إسرائيليون في بطولة عالمية بمراكش، فبعد مشاركة وفد إسرائيلي، مكون من المصارع “أور ساسون”، ورئيس الاتحاد الإسرائيلي للجيدو، “موشي بونتي”، وطاقمين تقني وطبي، خلال البطولة العالمية للجيدو، المنظمة بين 11 و12 نونبر من 2017؛ جاءت المشاركة الإسرائيلية الثانية من نوعها في أقل من سنة ونصف السنة، كانت هذه المرّة واسعة في منافسات بطولة “غراند بري” للجودو، المنظمة بين 8 و10 مارس الجاري بمشاركة أكثر من 500 رياضي من 72 دولة، فقد أشارت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” على الفايسبوك، المحدثة من طرف وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أن 10 لاعبي جودو من إسرائيل شاركوا في بطولة بمراكش، واستطاع اثنان منهم الفوز بميداليتين برونزيتين، ويتعلق الأمر بالمصارعتين “جيفين بريمو” و”تيمناع نيلسون ليفي”، مرفقة الخبر بتعليق لمدرب الفريق على المشاركة، قال فيه “هذه هي السنة الثانية التي نشارك فيها في البطولة بالمغرب، وأنا فخور بأننا حصلنا هذه المرة، أيضا، على ميداليات وتم رفع العلم الإسرائيلي”. حتى ولم يتم عزف النشيد الإسرائيلي في مراسم توزيع الميداليات، بسبب اكتفاء المنظمين بعزف نشيد دولة الرياضيتين الفائزتين بالميدالية الذهبية، فقد اعتبر مسؤولون إسرائيليون كبار رفع علم دولة الكيان الصهيوني بمراكش، نصرا تاريخيا ينبغي الإشادة به، فقد غرّد أوفير جندلمان, المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للإعلام العربي، عبر حسابه على تويتر، قائلا: “ألف مبروك للاعبي الجودو الإسرائيليين اللذين فازا بميداليتين برونزيتين في بطولة الجودو الدولية التي تقام حاليا في مراكش، حيث تم رفع العلم الإسرائيلي في مراسم توزيع الميداليات”، ونشر صورة توثق للحظة. في المقابل، أثارت المشاركة غضب مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد أكد سيون أسيدون، عن الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، بأن معظم الرياضيين الإسرائيليين المشاركين في البطولة جنود احتياطيون في جيش الاحتلال، معتبرا دخولهم للمغرب بمثابة استقبال لمجرمي حرب، بالمعنى المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة. واستنكر أسيدون، في اتصال أجرته معه “أخبار اليوم”، بشدة، استقبال رياضيين من دولة الاحتلال بالمغرب، “ولكن الطامة الكبرى أن يتم رفع علم دولة الميز العنصري والاستيطان بمراكش، مدينة المقاومة والكفاح الوطني ضد الاستعمار”، يقول أسيدون. من جهته، ندد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بما وصفه ب “الجريمة التطبيعية الجديدة في التظاهرة الدولية للجائزة الكبرى في الجودو بمراكش بحضور 10 صهاينة”، معتبرا، في بيان أصدره أول أمس الأحد، بأنه “بالمقارنة بالرفض التاريخي والحازم بماليزيا لدخول صهاينة للمشاركة في بطولة العالم للسباحة، قبل أسابيع، يبدو أن المغرب أصبح جنة تطبيعية للصهاينة في المجال الرياضي بشكل مكثف”، معبّرا عن “غضبه و إدانته القوية لانتهاك سيادة ومشاعر ومواقف الشعب المغربي بهكذا حضور لإرهابيين صهاينة في سياق هجمة صهيونية إجرامية دموية بحق مسيرات العودة على حدود غزة وهجمة تهويدية مسعورة بحق القدس والمسجد الأقصى”. يشار إلى أن مراكش كانت شهدت، في نونبر من 2017، تنظيم وقفتين احتجاجيتين ضد مشاركة وفد إسرائيلي في البطولة للرياضة نفسها، إحداهما كانت مشتركة بين جماعة العدل والإحسان وحزب النهج الديمقراطي، وقد تم تنظيمها بشارع محمد الخامس بحي كَليز، وشارك فيها المئات من المنتمين للتنظيمين المذكورين. كما نظم حزب العدالة والتنمية وقفة احتجاجية بساحة باب دكالة، بمشاركة حركة التوحيد والإصلاح، نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، شبيبة الحزب، ومنظمة التجديد الطلابي، اعتبروا فيها مشاركة الوفد الرياضي الإسرائيلي “خطوة استفزازية لمشاعر المغاربة، ومناقضة للخطاب الرسمي للدولة وللمرجعيات القانونية الوطنية والالتزامات الدولية للمغرب في إطار جامعة الدول العربية بعدم التطبيع “الرسمي” مع الكيان الصهيوني”، ودعوا “الحكومة وكافة السلطات المعنية لتحمل مسؤوليتها الكاملة في تنامي مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ذلك”، مطالبين بتعجيل المصادقة على مشروع قانون تجريم التطبيع، الذي يقولون إنه “لا يزال حبيس رفوف البرلمان منذ سنوات”. هذا، وكان رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب، شفيق الكتاني، أكد بأنهم لم يكونوا في الجامعة على علم بجنسيات المشاركين في بطولة نونبر 2017، موضحا، في اتصال هاتفي سابق أجرته معه “أخبار اليوم”، بأن الاتحاد الدولي للجيدو، باعتباره الجهة المنظمة، هو من يحدد اللائحة النهائية للمشاركين يوما واحدا قبل انطلاق البطولة، قبل أن يرسلها إلى البلد المنظم.